متهمة أبناء "مستثمرين مغاربة" بالاغتصاب تخبر الشرطة الفرنسية بالأحداث

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت المحامية الفرنسية المتدربة، الضحية المفترضة للاغتصاب والاحتجاز والعنف من قبل أبناء “باطرونات” معروفين في الدار البيضاء، عن معطيات صادمة بخصوص ما وقع في الفيلا الفاخرة لأحد المتهمين الأربعة، الذين قدمتهم الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أمس السبت، أمام الوكيل العام للملك، وتم استنطاقهم قبل إحالة الملف على قاضي التحقيق.

وأفادت المحامية (ف. س) أمام عناصر الدائرة الثالثة للشرطة القضائية بباريس أنها تخضع لجلسات علاج مع طبيب نفساني، قبل أن تصرح في محضر استماع، بشكل تلقائي، أنها خائفة من المتهم الرئيسي الأول “ك. ب”، مشيرة إلى أنها استيقظت عقب سهرة باذخة أقيمت بفيلا المتهم المذكور وهي تشعر كأنها تحت تأثير تخدير عام. وتابعت قائلة: “كنت فاقدة الإحساس وكأنني خارج جسدي، واستمرت هذه الحالة حتى حوالي الساعة 5 مساء، حيث أجريت حوالي الساعة 5:30 مساء اختبار البول لفحص السموم، وهناك بدأت أشعر بألم حقيقي وعدم راحة. لم يكن الأمر مجرد حرقان عند التبول؛ كنت أشعر بألم في منطقة الأعضاء التناسلية، وعند ذاك بدأت أدرك ما حدث. لكن قبل ذلك لم أكن أشك في أي شيء، ولم أكن قادرة على فهم ما حدث”.

وأضافت المشتكية، في تصريحاتها أمام الشرطة الفرنسية بتاريخ 7 نونبر الجاري، أنها استيقظت في غرفة بمفردها في الطابق العلوي لفيلا كبيرة جدا، بمساحة تتراوح بين 600 و700متر مربع، مبرزة أنها كانت مرتدية ملابسها نفسها، وكان جسمها مغطى، مع شد في بعض القطع التي ارتدتها، قبل أن تشير إلى تلقيها اتصالا هاتفيا من صديقتها الفرنسية، التي كانت بالمغرب أيضا، وأخبرتها بأنها في خطر، وأنها ستطلب لها سائقا يؤمن مغادرتها الفيلا، بعدما شرحت لها أن خطيبها (أ. ن)، المشتكي أيضا بالمتهمين الأربعة، اتصل بها في حالة من الغضب الشديد حوالي الساعة 10 صباحا، وأخبرها بشأن التصرفات غير الطبيعية لخطيبته رغم كونها واعية، مما اضطره إلى وضعها في غرفة ودفع 300 أورو لعاملة من أجل مراقبتها، على اعتبار أن حالتها لم تكن طبيعية.

سلوكات غريبة واعتداء

قالت المحامية الفرنسية إن صديقتها أخبرتها أيضا بتعرض خطيبها للطرد من الحفل باستخدام القوة، مشيرة إلى أن يده كسرت، ويحتفظ بتقارير طبية تثبت ذلك. وأضافت أنها حضرت حفل عيد ميلاد المتهم الرئيسي حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا، بعد خطيبها، وأنها لم تكن تعرف أحدا باستثناء الشخصين المذكورين وصديقة أخرى، قبل أن يتزايد عدد المدعوين تدريجيا، مشيرة إلى أن الدخول كان مقيدا بقائمة محددة، وأنها شعرت بعدم الارتياح وأخبرت صديقتها وشريكها بذلك، حيث كان “الأشخاص الموجودون لا يثيرون الثقة”، حسب تعبيرها.

وتضمنت التصريحات الواردة في المحضر، الذي اطلعت عليه هسبريس، اعترافات من المشتكية بأنها تناولت عددا من كؤوس الخمر، إلا أنها لم تبلغ مرحلة السكر، مبرزة أنه حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا حدث خلاف مع فتاة كانت على علاقة سابقة بخطيبها. وأضافت “لم أفهم سبب وجودها هناك، ولم أشعر بالراحة لذلك”، لافتة إلى أنه في تلك اللحظة فكرت في احتمال أن تضع شيئًا في شرابها، لكنها لم تعط الأمر اهتماما كبيرا لأن المشروبات كانت تقدم من قبل العاملين في الحفل، الذي استعان بمتعهد وممون خاص. وتابعت أنها كانت على تفاعل بسيط مع المتهم الرئيسي، لكن بحضور خطيبها، الذي أكد لها أن تصرفاتها كانت غير طبيعية.

وأبرزت، في جوابها عن أسئلة الشرطة القضائية الفرنسية، أن خطيبها أكد لها أيضا أنها كانت أكثر تفاعلا جسديا مع الآخرين، مضيفة “أخبرني على سبيل المثال بأنني جلست على أرجل عدة رجال، بينهم ابن عمه، مع العلم أنني لست شخصا عاطفيا أو تفاعليا بهذه الطريقة في العادة”. وقالت إن رفيقها في الحفل لم يستوعب السبب وراء تصرفاتها، حيث أخبرها أن نظراتها وسلوكها كانا مختلفين تماما، مما دفعه إلى محاولة حمايتها، الأمر الذي تسبب له في خلافات مع عدد من الحاضرين في الحفل. وأضافت أنها أُخبرت بتغير سلوكها حوالي الساعة الخامسة أو السادسة صباحا، مشيرة إلى أن خطيبها “غادر الحفل حوالي الساعة الثامنة صباحا، لذا يرجح أن الاعتداء وقع بين الساعة السادسة والثامنة صباحا”.

وأخبرت المحامية المتدربة المصالح الأمنية بأنها كانت عدائية بعض الشيء في كلامها، وفق ما سمعته من خطيبها بعد ذلك، مؤكدة أن “هذا السلوك ليس من طباعها على الإطلاق”، قبل أن توضح بأن تغير سلوكها كان نتيجة تعاطيها مواد مخدرة. وتابعت قائلة: “جميع صديقاتي اللواتي علمن بالقصة قلن لي إن الأعراض التي شعرت بها تتطابق مع أعراض تعاطي مخدر GHB، خصوصا فقدان الذاكرة، والتحرر المفرط، والاستيقاظ مع شعور بالتخدير”.

فحص إيجابي للكوكايين

حسب التسلسل الزمني للأحداث، حكت المشتكية أنها أدركت بسرعة عند استيقاظها أنها تعاطت مواد مخدرة، فقامت بإجراء اختبار للكشف عن السموم فورًا، قبل أن تذهب إلى منزل والد خطيبها وتنهار أمامه، مضيفة أنه قرر أن يأخذها لإجراء اختبار السموم في مختبر طبي لتوفير الوقت، وأنها طلبت من الموظف المختص إجراء اختبار مخدر GHP لها، بعدما أجرت اختبار البول، قبل أن تتوصل بالتقرير الطبي من المختبر الذي أكد نتيجة إيجابية بالنسبة للكوكايين فقط. ولفتت إلى أنها لم تكن على دراية بالمواد التي تشكل المخدر المذكور، لذلك اعتقدت أن الأمر يتعلق بمادة أخرى.

وأضافت أنه عند عودتها إلى فرنسا أدركت أن اختبار GHP لم يكن مدرجا ضمن الفحص الذي أجرته في المغرب، واستغربت من عدم إجراء الاختبار على هذا المخدر، رغم طلبها ذلك من المختبر.
وعند سؤالها عن نتيجة التحليل الإيجابية الخاصة بالكوكايين، أجابت “ليس لدي أي تفسير لذلك”، مشيرة إلى أنها لم تشاهد الكوكايين في الحفل أو لا تتذكر ذلك. وأضافت أنها تعلم أن وجود المخدرات أمر مألوف في الحفلات التي تقام عند المتهم الرئيسي، قبل أن تعترف بأنها سبق لها أن تناولت الكوكايين في شتنبر الماضي، لكنها كانت ضئيلة جدا لدرجة أنها لم تشعر بتأثيرها، وفق قولها، مؤكدة أنها لم تكن يوما في حالة فقدان للذاكرة أو تكون تناولت الكوكايين خلال هذا الحفل.
وقالت المشتكية، في جوابها عن سؤال حول تركها مشروبها دون مراقبة خلال الحفل، إن “تقديم المشروبات كان يتم عبر العاملين، لكنني لا أعرف حتى متى استمروا في تقديمها. وبالفعل تركت مشروبي دون رقابة عدة مرات، لكن خلال فترات قصيرة فقط، مثل الذهاب لجلب الطعام”. قبل أن تضيف “لم أكن في حالة سكر، وفقا لما قاله لي من كانوا في الحفل، وتفاعلت بشكل عادي مع الشخص المستضيف، ولم ألاحظ أي شيء مريب خلال حديثي معه، وقد سمعت لاحقا شائعات تقول إن هذا الشخص ارتكب جريمة قتل عندما كان عمره 18 سنة، ولكن لم تتم محاكمته لأن عائلة الضحية تلقت تعويضا ماليا”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق