أكد مركز الدراسات الدولية (CeSI)، مركز أبحاث إيطالي مستقل، ضمن تقرير حديث تحت عنوان “مغرب محمد السادس.. قوة إفريقية”، أن المملكة المغربية تحولت بفضل رؤية عاهلها إلى نموذج للتنمية والاستقرار في إفريقيا، متجاوزة كل التحديات لتصبح قوة إقليمية تربط بين قارتين وتلعب دورا رئيسيا في تشكيل مستقبل القارة السمراء.
وفي استعراضه لرؤية المغرب الإفريقية، أوضح مركز التفكير هذا أن المملكة عملت من خلال مبادراتها الاقتصادية والدبلوماسية على تعزيز مكانتها كقوة إفريقية معاصرة ومتصلة بأوروبا والعالم، مشيرا إلى أن الرباط اعتمدت في تحقيق ذلك على نهج متعدد القطاعات يشمل التعاون السياسي، والاقتصادي، والثقافي، والديني، مما يجعل من المغرب نموذجا للحداثة والاستقرار في القارة الإفريقية.
وأشار إلى إعلان الملك محمد السادس في نونبر من العام الماضي، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، عن استعداد المغرب لوضع شبكة بُناه التحتية تحت تصرف دول الساحل لتسهيل وصولها إلى المحيط الأطلسي، لافتا إلى أن هذه المبادرة الملكية لاقت استجابة من مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، حيث عُقدت اجتماعات وزارية عدة لوضع الأسس وتحديد التفاصيل اللازمة لتنفيذ المشروع على أرض الواقع.
وتابع التقرير بأن “هذه المبادرة تأتي ضمن استراتيجية أوسع للمغرب، يهدف من خلالها إلى تعزيز حضوره في القارة الإفريقية وسد الفجوة التي خلفها انسحاب فرنسا من مستعمراتها السابقة بعد الانقلابات الأخيرة التي أطاحت بأنظمة كانت موالية لباريس”، مؤكدا أن “المغرب يواصل صعوده ليصبح قوة إفريقية محورية، إذ يتجاوز دول الجوار ليصل إلى دول غرب إفريقيا وخليج غينيا، في الوقت نفسه الذي يحافظ فيه على تعاونه مع شركائه الأوروبيين”.
وشدد على أن الملك محمدا السادس منذ توليه العرش في أواخر تسعينات القرن الماضي، عمل على تعزيز علاقات بلاده مع الدول الإفريقية، إذ تمكن من خلال زياراته المتعددة إلى دول القارة من بناء شراكات اقتصادية وسياسية قوية، معتمدا على تاريخ طويل من العلاقات التي ربطت السلالات المغربية بالدول الإفريقية منذ العصور الوسطى، مشيرا أيضا إلى عودة الرباط إلى الاتحاد الأفريقي في يناير من 2017 بعد غياب طويل عن هذه المنظمة القارية، وإلى الجهود المغربية لتعزيز نشر الفكر الإسلامي المعتدل في إفريقيا من خلال معهد محمد السادس لتدريب الأئمة.
وأكد التقرير أن “المغرب يسعى لتعزيز موقعه كجسر بين إفريقيا وأوروبا من خلال مشاريع بنية تحتية طموحة؛ ففي عام 2023، نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.2 في المائة، وساهمت السياحة بنسبة 8 في المائة في الاقتصاد، مع تسجيل أكثر من 13 مليون زائر، إذ تظل البنية التحتية والابتكار محور اهتمام المغرب لتحقيق نمو مستدام، وذلك على الرغم من ارتفاع معدل البطالة”.
وبين أن “مشروع ميناء طنجة المتوسط يمثل نموذجا لهذه النهضة، ويعكس تحول المغرب إلى مركز لوجستي يربط القارة الإفريقية بالتجارة العالمية”، لافتا على صعيد آخر إلى تصدر المغرب مشهد الطاقة المتجددة في إفريقيا، حيث تغطي المصادر المتجددة 38 في المائة من احتياجات البلاد، مع وجود خطة لرفع هذه النسبة إلى أكثر من 50 في المائة بحلول 2030. كما يطمح هذا البلد إلى أن يصبح مركزا إقليميا للطاقة عبر مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، الذي سيوفر الغاز لدول غرب إفريقيا وأوروبا”.
النشرة الإخبارية
اشترك في النشرة البريدية للتوصل بآخر أخبار السياسة
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>
0 تعليق