قدمت فرقة الجاز التابعة للجوق السمفوني الملكي، مساء أمس السبت بمسرح محمد السادس بالدار البيضاء، أمسية موسيقية استثنائية، احتفت بجانغو راينهارت، أحد الوجوه البارزة لموسيقى الجاز الغجرية.
وسافر الحفل التكريمي، الذي يقام في إطار الموسم الفني الخامس عشر 2024/2025، بالجمهور إلى عالم خالد لهذا اللون الموسيقي، مع الاحتفاء بثراء وغنى موسيقى الجاز الغجرية، حيث أضفى عازف الغيتار جورجي إشاغاشفيلي على فعاليات الأمسية لمسة وأداء متميزا؛ وذلك من خلال تقديمه لروائع الأسلوب الغجري بمعيته إيكاترينا بيريليغينا العازفة على آلة الكونترباص، في أداء ثنائي موسيقي متناغم وآسر.
وتضمن برنامج كلاسيكيات من قبيل “Minor Swing” و”Swing Slide”، بالإضافة إلى إعادة أداء لقطع شهيرة مثل “All by Myself” من تأليف إي. برلين و”Baby, Won’t You Please Come Home “، لسي ويليامز. حملت كل قطعة براعة جورجي، الذي عرف تألق في المزج بين التقاليد الأوروبية والتأثيرات الشخصية، مما يضفي عمقا عاطفيا إلى كل نغمة ووصلة موسيقية.
ولقيت هذه الأمسية الموسيقية، التي عرفت حضور عشاق هذا اللون الغنائي، استحسان الجمهور الذي حج إلى مكان الحفل وأبدى تفاعله مع المقطوعات الغنائية المقدمة والأداء الفني الاستثنائي، حيث تمكنت الموسيقى من تجاوز الزمن والحدود للاحتفال بعالمية الفن.
وبهذه المناسبة، عبر كل من جورجي ياشاغاشفيلي وإيكاترينا بيريليغينا، في تصريح للصحافة، عن سعادتهما بتقديم حفل بالمغرب مع فرقة الجوق السمفوني الملكي الموهوبة، معربين عن اعتزازهما بتعريف الجمهور المغربي بموسيقى الجاز الغجرية من خلال تنوع المقاطع والوصلات المقدمة التي تجمع بين الأغاني الرمزية لموسيقى الجاز الكلاسيكية، وموسيقى الجاز الغجرية بالإضافة إلى مؤلفاتها الأصلية.
لأزيد من 20 سنة، أثبت جورجي ياشاجاشفيلي نفسه كشخصية محورية في موسيقى الجاز الغجرية، المستوحاة من التراث الموسيقي الغني النابع من جذوره الجورجية والروسية. كما تميز أداؤه بارتجال آسر وتعبير نادر، حيث اتخذت كل مقطوعة شكل رحلة موسيقية مكثفة وملهمة.
وإلى جانبه، برعت إيكاترينا بيريليغينا، أحد رواد موسيقى الجاز الغجرية الروسية، في تقديم ألحان موسيقية نالت إعجاب الجمهور الذي تابع الحفل.
ولم تكن هذه الأمسية لتكتمل لولا المشاركة الاستثنائية لموسيقيي الأوركسترا، الذين أضفوا لمستهم الفريدة. أما قائد الفرقة والموزع أليكسي باديانوف فقد أبدع بأدائه المتميز على الغيتار الكهربائي، بينما مثل جانب الآلات النحاسية بشكل بديع أرتور إبراجيموف، وإيفجيني تشوبرون وإلهام أخيلهيون، ومحمد بوفاسي الذين قدموا إيقاعا ملهما.
وسلطت هذه الأمسية غير الآبهة للنسيان الضوء على فن موسيقى الجاز الغجرية وقدرتها على ملامسة القلوب، علما أن تكريم دجانغو راينهارت يتواصل اليوم الأحد بالرباط في الأمسية الختامية.
0 تعليق