اللحظة المراوغة التي تدلف ىين موت ونقيضه
تلك التي تعرف كل شيء،
اليأْس والخوف يستقيمان كخيط وظله
ليس لي
ولم يكن لي يوماً أن أتساءل
كلما شككت لحظة في الطريق
قطعت إصبعا
حتى صارت أقدامي لا تعرف الطريق
غبار وشتات ووجه كلما أطل من ذاكرتي
بكيت
في يدي حقيبتي وفي الأخرى
عنوان بيتنا القديم
تبهت الحروف في الورقة كلما تعرقت يدي
يتلاشى ويختفي
عنوان بيتنا القديم.
حداد
كل الذين مرغوا وجوههم بحرارة الفراق
ماتوا دون ذكرى
قد تشوب الرحلة بعض الأحاجي
عن النهر الذي فقد حظه مع الريح
عن العصافير التي تخرج من مؤخرة الذاكرة
كلما شردت فكرة جهنمية عن العودة للسرب
قد تتسع أيضا للحقائب المكتظة بالوجوه الأليفة.
النهر لا يكره أحدا
النهر لا يغيّر رؤيته للأشياء
لا ينتمي لأحد غير مراوغة الريح للأمواج
النهر أيضا لا يعيد المهاجرين إلى اليابسة.
قد تحمل بين عظام ضلوعك
اسمك، تاريخك، ماتحب وما تكره
قد تحمل امرأة أحببتها يوما
وخريطة أرضك القديمة كما تركتها
وربما بين برهة وأخرى تبكي في صمت
كل هؤلاء
ولكن الرحلة التي اخترت لن تتركك حتى
تنتهي أنت
أو تنتهي بدورها.
أريد أن أنام
هكذا بكل بساطة أمست أمنياتي
أن أنام دون خوف
دون أن يؤرق غفوتي لفحة صقيع أو قرصة جوع
دون أن اشتكي مواء القطط وصوت المدافع
أريد أن أمد حلمي
ليصل لأبعد من مجرد حلم في غفوة.
0 تعليق