المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في الحفل الختامي لمهرجان أجيال السينمائي في دورته الـ12، التي نظّمت مساء اليوم السبت بالعاصمة القطرية الدوحة، ظفر الفيلم المغربي القصير “زجاجات”، المشارك في برنامج “صُنع في المغرب”، بجائزة ضمن “مسابقة حّكام أجيال 2024″، وهي جائزة “محاق” لأفضل فيلم قصير؛ كما نال الجائزة نفسها في صنف أفضل فيلم طويل “بلوك 5” للمخرج كليمن دفورنيك.

وتسلّم المخرج ياسين الإدريسي الجائزة بالحي الثقافي كتارا، معبّرا عن فخره، قبل أن يصرّح لهسبريس مباشرةً بعد نيلها: “أنا سعيد جداً بأن أعتلي منصة التتويج”، مسجلاً أنه فاز بجوائز سابقة، غير أن “المميّز هذه المرّة أن 80 طفلاً هم الحكّام، وهذا أمر رائع، ويمنح شعوراً بأن الرّسالة التي يريد أن يقدّمها ‘زجاجات’ وبطله سعيد وصلت إلى مختلف الشرائح التي تشاهده”، وزاد: “متأكد أن سعيد سيفرح بالخبر أيضاً”.

“تحديات مطروحة”

عند استفسار المخرج حول الرسالة التي يمكن أن يوجّهها للفاعلين العموميين في القطاع السينمائي بالمغرب شدّد على “ضرورة الإسراع في إعادة النظر في مسألة الدعم العمومي ووضعها على أسس جديدة تراعي الشّفافية والمسؤولية”، مبرزاً أن “الجهة الحكوميّة الوصية إذا أرادت ثماراً عملية في تأهيل السينما بالمغرب فمشكل التمويل مدخل رئيس للإصلاح”.

ونبهت الجريدة المتدخل إلى مشروع القانون رقم 18.23 المتعلق بالصناعة السينمائية وبإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي، الذي صادق عليه مجلس النواب، لكنه يرى أن “الإصلاح يتطلب جهداً”، مردفا: “هناك سينما مغربية تقف بسواعد الحالمين بها من مخرجين ومنتجين وغير ذلك”، خالصاً إلى أن “هذه السينما الجديدة وهذه المواهب التي تدخل عوالم الصورة السينمائية للتوّ تحتاج حمايتها ودعمها ورعايتها”.

وللإشارة فـ”زجاجات” (2024) فيلم قصير يناقش علاقة بعض الأسر المغربية مع الحيوانات الأليفة، بما فيها الكلاب؛ وهو من بطولة سعيد، البالغ من العمر 13 سنة، الذي يقطنُ في المدينة العتيقة للعاصمة الرباط، ويخفي كلباً في سطح البيت دون علم والديه؛ وسيبذل جهوداً كبيرة لتوفير المال لشراء “الكروكيت” له، إذ يذهب ليجمع زجاجات الخمر الفارغة من شواطئ المدينة لبيعها.

تتويجات أخرى

في “ليلية التتويج” حصد المخرج والممثل القطري علي الهاجري جائزتين ضمن جوائز “صنع في قطر”، التي تكرّم أعمال صنّاع الأفلام القطريين والمقيمين في البلد الخليجي؛ إذ نال جائزة “عبد العزيز جاسم” لأفضل أداء تمثيلي عن أدائه في فيلمه “أرحل لتبقى الذكرى”، الذي ظفر أيضا بالجائزة الثانية: أفضل فيلم. لكنّ بول أبراهام وعبد الله الحرّ خطف جائزة أفضل مخرج عن فيلمه “قلوي”.

وبتّت لجنة التحكيم برئاسة الممثل الفلسطيني صالح بكري، والمكونة أيضا من المخرجة الكينية ديبرا أروكو والمخرجة القطرية أمل المفتاح، في خمسة أفلام متنافسة ضمن “صنع في قطر”. وعبّر الهاجري في كلمته عن فرحه وفخره بالتتويجين، مبرزاً أن هذا بالنسبة إليه “يكرّس قوة السينما في إظهار ما يشعر به وما يفكّر فيه وإخراجه إلى لغة الناس”.

كما اختار أكثر من 90 حكماً شابا من غزّة فيلم “فوق شجرة التمر الهندي” للمخرجة بثينة المحمدي لنيل جائزة أفضل فيلم. وعرضت الأفلام في القطاع الذي يتعرض للإبادة.

وبخصوص ما تبقى من مسابقة “حّكام أجيال 2024” فقد كانت جائزة “هلال” لأفضل فيلم قصير من نصيب “عصفور كشّاف”، من إخراج دوان قاوقجي؛ أما الجائزة نفسها لأفضل فيلم طويل فذهبت لشريط “البحث عن أماني”، من إخراج ديبرا أروكو ونيكول غورملي.

أمّا جائزة “بدر” لأفضل فيلم قصير فحصل عليها “أبوليون” (مصر، فرنسا) لأمير يوسف، فيما ظفر بالجائزة نفسها في فئة أفضل فيلم طويل شريط “شكرا لأنك تحلم معنا” للفلسطينية ليلى عباس. بينما كانت جائزة الجمهور من نصيب “سودان يا غالي” للمخرجة التونسية هند المدب.

وعد للسنة القادمة

فاطمة حسن الرميحي، مديرة المهرجان والرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام، عبرت عن “فخرها” بما قالت إن مهرجان أجيال السينمائي “حقّقه”، مبرزةً أنه مع اقتراب مؤسسة الدوحة للأفلام من عامها 15 السنة المقبلة (2025) ستكون هناك حلّة جديدة لهذا المحفل السينمائي، قائلة: “بينما نتطلع إلى فصل جديد مع مهرجان الدوحة للأفلام ستستمر روح أجيال في تواجدها معنا. لقد كان حكّامنا الصغار القلب النابض للمهرجان، وسيلعبون دوراً رئيسياً في الفصل القادم من السينما والسرد القصصي العام المقبل”.

وأضافت الرميحي وهي تعلن مرة أخرى عن مهرجان الدوحة للأفلام السنة المقبلة: “ما بنيناه معا في أجيال هو إرث سيستمر على مدار الأجيال القادمة”، وزادت: “لقد روينا قصة رائعة ونحن على وشك سرد قصة أخرى حافلة بالأمل والحماسة، وسنواصل دعم الأصوات والمجتمعات التي تتعرض للتهميش ولا تحظى بالتمثيل الكافي”.

وأردفت المتحدثة في سياق آخر: “بينما استضفنا عروضنا هنا كانت قلوبنا مع جيراننا الذين يواجهون تحديات كبيرة”، مضيفة: “عندما وجد 90 حكماً شاباً في غزة طريقهم للمشاركة في أجيال رغم كل ما يحدث من حولهم شعرت بأهمية ما نقوم به؛ إنّ شجاعتهم وتصميمهم على الانخراط في السينما حتى في أحلك الأوقات يذكرنا بهدفنا”.

وقالت الرميحي ايضا في كلمتها بعد أن أعلنت “السودان يا غالي” الذي افتتح الدورة 12 للمهرجان حاصلاً على جائزة الجمهور: “لقد أُلهمنا بمدى استجابة صنّاع الأفلام للتغييرات من حولهم. ومن خلال دعمنا للأصوات الشابة والناشئة والمستقلة أكّدنا على قوة السينما في كسر الحواجز وتشكيل روابط إيجابية من خلال التبادل الثقافي والتفاهم”.

وحسب الجهة المنظمة لمهرجان أجيال فإن اختيار الفائزين في “مسابقة لجنة التحكيم” تمّ من قبل أكثر من 400 حكم تتراوح أعمارهم بين 8 و 25 عاماً. وشاهد الحكام 66 فيلماً ملهماً من 42 بلداً في ثلاث فئات – بدر (من 18 إلى 25 عاماً) وهلال (من 13 إلى 17 عاماً) ومحاق (من 8 إلى 12 عاماً). وحضر حفل توزيع الجوائز أعضاء لجنة التحكيم وأولياء أمورهم والعديد من الضيوف.

أخبار ذات صلة

0 تعليق