لم تدم الوحدة بين مصر وسوريا طويلًا، لكنها تظل كاشفة لحقائق كثيرة تستحق أن نقف أمامها ونستخلص دروسها وندرك مغزاها وسط ما يحيط بأمتنا العربية من أخطار في الفترة الحالية.
كانت رؤية استراتيجية ضخمة.. ودليل على التلاحم العربى العربى
المحلل السياسي السوري قصي عبيدو، قال في تصريحات لـ«البوابة»: إن الوحدة بين سوريا ومصر كانت من أنجح العلاقات والتحالفات، ولو استمرت لكان الشرق أفضل وأقوى ولتغيرت معادلات كثيرة في هذا العالم، والفضل يعود للرؤية الثاقبة التي كان يتمتع بها الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله، ولكن لم تكتمل وبدأت تتدحرج بشكل سلبي، حتى تم فصل تلك الوحدة، مشيرًا إلى أن العالم العربي بدأ يعاني منذ تم فصلها، وأن مصر دولة عظيمة وتاريخها حافل ولديها حضارة عريقة لم تكتشف حتى الآن، وشعبها شعب حاد الذكاء ومحب يعشق الحياة، ونتمنى أن تتطور العلاقات لنستذكر أيام الوحدة، ولعل الأمر يتكرر في قادم الأيام.
زمزًا للتلاحم العربي.. ويجب تكرار المواقف المساندة للشعب السورى
وأكد الباحث السياسي السوري، وائل الأمين، في تصريحات لـ«البوابة»، أن الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958م، حققت تطلعات الشعبين آنذاك وكانت رمزًا للترابط العربي، ولاشك أن اليوم السياسة والأيدولوجيات الدولية تغيرت، وكذلك السياسة المناطقية في شرق المتوسط هذه المنطقة التي مستعدة دائمًا للصراعات ولديها شهية للحروب.
وأضاف، أن مرحلة الوحدة كانت قوية ودليل على التعاضض العربي العربي، حيث كان هناك ما يسمى ف السابق حلف «س س م» أي مصر وسوريا والسعودية. وكان هذا الحلف يشكل ثقلًا إقليميًا كبير، والآن أصبحت المنطقة تواجه تحديات كبيرًا، آملًا أن تكون الدول العربية متعاونة بشكل كبير مع ما جرى في سوريا مؤخرًا، وأن تتكرر المواقف المساندة للشعب السوري في هذه المرحلة الحرجة جدًا، التي تشهد عدوانًا وتوغلًا للاحتلال الإسرائيلي، في مناطق «جبل الشيخ» بالجولان المحتل، والمنطقة العازلة ما بين سوريا وفلسطين المحتلة.
ما هى قصة هذه الوحدة التي قد لا يعرف عنها شيئًا شباب اليوم؟
بعد جلاء الاستعمار عن بعض الدول العربية، وفي أعقاب فشل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، طرح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك، دوايت أيزنهاور، فكرة ملئ الفراغ في تلك الدول التي خرجت متعطشة لبناء أوطانها والاتحاد مع بعضها البعض لمواجهة أي احتلال أو فرض سيطرة من أي قوة خارجية، وكذلك مواجهة العدوان الإسرائيلي وردعه عن تحقيق أي نفوذ.. ورأت بعض القوى الفاعلة في سوريا وعلى رأسها حزب البعث الاستراكي، الذي كان لديه ميول قومية وتلاحمية، وكذلك بعض القوى الفاعلة المصرية، أنه لابد من تفعيل وحدة حقيقية بين البلدين العريقين، لتحقيق آمال شعوبهم المؤيدة بشدة للاندماج والانخراط تحت علم واحد وراية واحدة.
دوافع الوحدة
بعد نجاح ثورة الضباط الأحرار في مصر، وبداية الإصلاح الاجتماعي الحقيقي، بكل مراحله وأشكاله المختلفة، ومحاربتها للإقطاع، وإعادة بناء القوات المسلحة الوطنية وتسليح الجيش، وتحرير المجرى الملاحي لقناة السويس، إضافةً إلى ثِقل مصر التاريخي والحضاري الضخم.. كل هذه الأمور أكسبت القيادة المصرية، ثقة الكثير من المتطلعين للديمقراطية الحقيقية، في المحيط الإقليمي عامةً والوطن العربي على وجه الخصوص، وجعلت منها رغبة مُلحة في الميل ناحية الزعامة الناصرية في خمسينيات القرن الماضي، ومحاولة خوض التجربة التي وضعوها محل تقدير واحترام واهتمام.
زاد حماس الشعب السوري للوحدة الفورية مع مصر في ضوء سعي السياسة الأمريكية لوقف فعالية تأثير المد القومي الوحدوي لثورة 23 يوليو، ومحاصرة المنطقة بالأحلاف الاستعمارية كـ«حلف بغداد» وغيره، الذي حضر لشن عدوان على دمشق، استجابة لمخططات غربية، وحالت مصر دون تنفيذه وبادرت بإرسال قواتها إلى سوريا في صيف 1957م، لدعم صمودها في مواجهة التهديدات، وكان لهذا الدعم العسكري صداه في تدعيم المطالب الوحدوية للقوى القومية، وكانت سوريا دائما بمثابة منطقة محورية في الشرق الوسط: فهي تربط نفط العراق بالبحر الأبيض المتوسط، والشيعة في العراق وإيران بلبنان، والجزء الجنوبي من حلف شمال الأطلسي في تركيا بصحاري الأردن. وقد وضعها جورج دبليو بوش في محور الشر؛ ولم يكن باراك أوباما راغبًا في المساس بها كثيرًا خشية أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التفكك؛ أما دونالد ترامب فقد قصفها مرة واحدة، وبسرعة كبيرة.
انطلاقًا من المحددات الجادة والواعدة للثورة المصرية، أبدت الجماهير في سوريا اهتمامًا خاصًا بها، وذلك في منتصف عام 1954م، كانت نتيجة المطالبة المستمرة من مجموعة ضباط القوات المسلحة السورية، وبعض قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي، بالاتحاد مع مصر، وذلك في وقت كان لا يطمح فيه الرئيس جمال عبد الناصر بالإقدام على هذا الأمر. وبحسب الصحفي البريطاني، باتريك سيل، فإن الرئيس المصري آنذاك كان لديه ما يكفيه من هموم، لا يريد أن يثقلها بعبء آخر على عاتق مجلس قيادة الثورة، مؤكدًا أنه كان لا يريد أن يرث مشاكلها، إلا أنه نادى بالقومية العربية، واتحاد الشعوب وتلاحمها ضد قوى الاستعمار، ومنع التدخلات الخارجية في شئونها.
وضعها جورج دبليو بوش في محور الشر
سوريا وضعها الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، في محور الشر، لأنها قلب الشام النابض، التي دومًا ما ينظر إليه العالم نظرة مختلفة عن باقى دول الجوار، لتفردها بأمورٍ عدة أهمها موقعها الجغرافي، الذي يصل نفط العراق بالبحر الأبيض المتوسط، ويمد معتنقى المذهب الشيعي في بغداد وطهران بشيعة لبنان، وبوابة نحو حلف الـ«ناتو» لملاصقتها تركيا. وتأكيدًا على خصوصية الشعب السوري، استشهد هيكل بالتوصيف الذي قاله الرئيس السوري شكري القوتلي للرئيس جمال عبد الناصر بعدما تم التوقيع على اتفاقية الوحدة بين مصر وسوريا، حيث قال له القوتلى: «هيه.. أنت لا تعرف ماذا أخذت يا سيادة الرئيس؟ أنت أخذت شعبا يعتقد كل من فيه أنه سياسى، ويعتقد خمسون فى المائة من ناسه أنهم زعماء. ويعتقد 25 فى المائة منهم أنهم أنبياء، بينما يعتقد عشرة فى المئة على الأقل أنهم آلهة».
رغم عدم حماسه للوحدة، فقد وضع جمال عبد الناصر ثلاثة محددات سياسية لحلمه الذي ظل يناهض من أجله وهي «التحرر من الاستعمار التقليدي، ثم التوحد العربي المرحلي ومن ثم التوحد العربي الشامل وبعد ذلك الاستعداد لمحاربة الاستعمار الجديد غير التقليدي»، كما أنه كان يرى أن ذلك لابد أن يشتمل على الدعائم الخمس «مصر، العراق، سوريا، السعودية، الجزائر».
ويشير الكاتب محمد حسنين هيكل، أن «عبدالناصر»، فى كتابه «فلسفة الثورة»، آمن بقاعدة أن الاتحاد قوة، وهو ما اتجهت إليه أقاليم عالمية بعد معاناة التفتت والحروب لتصبح قوى دولية، وكانت فكرة الاتحاد الأوروبى هى الأقرب إلى فكره، ورأى أن الفرصة العربية ستكون أفضل نظرًا لوجود جامعة الدول العربية، مع اختلاف جوهرى وهو التوحد العسكرى.
أجيال يواعدها القدر ويختصها أن تشهد نقط التحول الحاسمة
نرجع بالذاكرة إلى منتصف يناير عام 1958م، حيث هبطت طائرة خاصة في القاهرة، تحمل على متنها 20 ضابطًا سوريًا بقيادة عفيف البزري، وبدون تنسيق مسبق قابلوا الرئيس جمال عبد الناصر، للمطالبة بالإسراع في الإندماج وإقرار الوحدة، وتمت الموافقة، وأعقب ذلك وفد ممثلًا عن الرئيس شكرى القوتلى بقيادة صلاح البيطار، بعد موافقة الحكومة والجيش في دمشق، وهو ما كان بعد الفعل، وبذلت القيادة المصرية قصارى جهدها لإنجاح الوحدة والإعلان عنها رسميًا في الأول من فبراير عام 1958م. واستقبل مجلس الأمة المصري قرار الوحدة بكل ترحاب وأمل، وتطلع لمستقبل مشرق في ظل الاتحاد وذهب إليهم الرئيس جمال عبد الناصر في يوم 5 نوفمبر عام 1985م، واستقبلته الجماهير السورية بحفاوة فاقت تصور الجميع وكانت حدثًا أبهر الصحفيين والمراسلين الأجانب.. وألقى ناصر خطابًا شهيرًا، نستعرض بعضًا من أجزاءه: «فى حياة الشعوب أجيال يواعدها القدر، ويختصها دون غيرها بأن تشهد نقط التحول الحاسمة فى التاريخ، إنه يتيح لها أن تشهد المراحل الفاصلة فى تطور الحياة الخالد؛ تلك المراحل التى تشبه مهرجان الشروق حين يحدث الانتقال العظيم ساعة الفجر من ظلام اللم تدم الوحدة بين مصر وسوريا طويلًا، لكنها تظل كاشفة لحقائق كثيرة تستحق أن نقف أمامها ونستخلص دروسها وندرك مغزاها وسط ما يحيط بأمتنا العربية من أخطار في الفترة الحالية.ليل إلى ضوء النهار».
أسباب الانفصال
إعلان الجمهورية المتحدة برئاسة الزعيم جمال عبد الناصر، وعاصمتها القاهرة، إضافةً إلى تشكيل الجيش المشترك «الأول» في سوريا، و«الثاني والثالث» في مصر، لم يدم إلا ثلاث سنوات فكانت هناك دوافع خارجية، حيث ما حدث جن جنون القوى الغربية، واعتبروا أن ذلك يمثل خطرًا استراتيجيًا على إسرائيل. وكذلك كان هناك عدة دوافع داخلية منها وقوع الإنقلاب العسكري السوري في 28 سبتمبر 1961م، الذي انتهت على أثره الوحدة، نتيجة إبعاد بعض من الضباط عن العمل السياسى مما أثار غضب البعض الآخر لأنهم كانوا يشعرون أنهم أصحاب الوحدة، وكان المشهد الأخير بوصول وفد عسكرى سورى إلى «عبدالناصر» يعرض القيام بانقلاب عسكرى مضاد لعودة الوحدة. وهنا قال الرئيس قولته: إن الوحدة التى تنتهى بانقلاب لايمكن عودتها بانقلاب آخر.
نقل الكاتب محمد حسنين هيكل، عن «عبد الناصر» وصفه لشعوره أثر الانفصال قوله: «كان وضعي كوضع قبطان، وجد سفينته وقد انشطرت نصفين وهي في وسط البحر»، موضحًا أنه قضى أيامًا طويلة يراجع نفسه، ويستذكر تفاصيل تجربة الوحدة وآمالها ومشاكلها، مشيرًا إلى أن التجربة جاءت قبل الأوان، ولم يكن لها أساس موضوعي صلب لتحقيقها، لكن الوحدة قامت وكان الحرص عليها واجبًا، وأوضحت الوثائق البريطانية التي جرى الكشف عنها مؤخرًا، الدور الذي لعبته بريطانيا في التآمر على الوحدة المصرية- السورية، وأنها كانت المحرك الرئيسي لإثارة مخاوف كل من العراق ولبنان والأردن، من احتمال تعرضهم لهجوم عسكري من جانب الجمهورية العربية المتحدة، وأوضحت تفاصيل الدور الذي قامت به لمنع انضمام الأردن إلى الجمهورية العربية المتحدة، من خلال نقلها معلومات مضللة إلى الملك حسين عن تقديم جمال عبد الناصر الدعم إلى مجموعة من القوات المسلحة الأردنية، للقيام بانقلاب عسكري ضده في17 أغسطس1958م، وطلبت الحكومة البريطانية من سفيرها في الأردن، ضرورة مقابلة الملك بصورة عاجلة، وتقديم النصح له بطلب المساعدة العسكرية من بريطانيا لحماية الأردن من أي انقلاب عسكري ضده تقوم الجمهورية العربية المتحدة بتدبيره وإقناعه ـ في نفس الوقت ـ بأن الوجود العسكري البريطاني في الأردن يسهم في استقرار المنطقة.
أظهر قيام الجمهورية العربية المتحدة عن جوهر المشروع النهضوي العربي الساعي لتحقيق الوحدة العربية، كما بيَّن أعداء هذا المشروع الخارجيين والمحليين؛ فخلال السنة الثانية مباشرة من الوحدة، بدت الفرصة أكبر أمام «البرجوازية» وملاك الأراضي في الانقضاض عليها، وعلى انحيازها في التأميم والإصلاح الزراعي والاقتصادي.
ووصف الرئيس جمال عبد الناصر هذا الصراع –في خطابه الشهير بجامعة الإسكندرية- قائلًا: «إن نمو البرجوازية القومية المصرية» في عهد الوحدة مع سوريا قد ارتفع، وكانت حصة أصحاب رؤوس الأموال من الدخل الوطني قبل بدء التصنيع والتطور الاقتصادي تبلغ 68 في المائة من الدخل القومي، فأصبحت خلال عملية التصنيع 72 في المائة في حين هبطت حصة العمال من 32 إلى 28 في المائة». وفي 29 يوليو 1961م، نشرت جريدة «الأهرام» -خلال احتفالات عيد ثورة 23 يوليو- أسماء كثير من الشركات والمؤسسات الصناعية الكبرى في القطرين، وأوضحت رفع حصة العمال من الأرباح، ورفع ضريبة الدخل وعدل قانون الإصلاح الزراعي.
كما اعتبرت الدول العظمي والاستعمارية، قيام الوحدة المصرية السورية أمرًا خطيرًا في منطقة الشرق الأوسط يهدد مصالحها تهديدًا مباشرً، ودعا رئيس الوزراء البريطاني، آنذاك، الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وفرنسا لاجتماع قمة رباعي، يتم خارج نطاق الأمم المتحدة لمناقشة «أزمة الشرق الأوسط» كما كان يطلق عليها في ملفات الدبلوماسية البريطانية. واتضح من الوثائق كيف أزعجيت الوحدة مصالح كل من الكتلتين الشرقية والغربية. فقد انتقد «السوفييت» القيود التي فرضها «عبد الناصر» على الشيوعيين الذين قاموا بأنشطة معادية للوحدة منذ بدايتها، وكان ذلك هو السبب الرئيسي في الخلاف الشديد الذي حدث بين الجمهورية العربية المتحدة والاتحاد السوفييتي، والذي بلغ ذروته في 1959. وتكشف هذه الوثائق أيضًا عن أن غالبية الدول الغربية ـ وبعض دول المنطقة ـ قابلت الانفصال بارتياح شديد، أما بخصوص «إسرائيل» فقد حذرها السفير الأمريكي، في تل أبيب بضرورة مراعاة أقصى درجات ضبط النفس تجاه الأحداث في سوريا، وتشير إحدى الوثائق إلى مقابلة بين السفير البريطاني في «تل أبيب» ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، أكد فيها الجانبان أن انفصال سوريا عن مصر يمثل ضربة شديدة للفكر الثوري في منطقة الشرق الأوسط، مما يوفر فرصة ملائمة تمامًا لكلا الدولتين للتعاون معًا لمحاصرة مصر ومنعها من مد نفوذها علي هذا النحو مرة أخرى.
إنجازات الوحدة
حققت الوحدة إنجازات كبيرة لسوريا، أهمها تبني سياسة التوجيه الاقتصادي وتحرير النشاط المالي من السيطرة الأجنبية والرأسمالية، وإنهاء احتكار القلة المالكة للأراضي، بقوانين الإصلاح الزراعي والعلاقات الزراعية، وزيادة قدرة القطاع العام بتمليكه المصارف التي أقامتها الدولة، والمصارف والشركات التي أممت وحصص الدولة في بعض الشركات، وإلغاء قانون العشائر، وتشجيع الجمعيات التعاونية، وبتدعيم الإنفاق على التنمية الأمر الذي ضاعف من عدد وطاقة الطبقة العاملة بشكل ملحوظ، كما أن عهد الوحدة غير من واقع البلاد، ووضعها على أبواب التحول الاشتراكي، عبر إجراء تغييرات على طبيعة علاقات الإنتاج، التي كانت سائدة على مدى قرون، وحققت الوحدة في زمن قصير، أشياء وإنجازات كبيرة على صعيد المشاريع الزراعية والخدمية وفي قطاع الصناعة والتعدين والبترول والكهرباء وغيرها.
«من الموسكى لسوق الحميدية» وثقت الترابط بين الشعبين
ترجع بنا ذكريات الوحدة، إلى صوت الشحرورة صباح وهي تشدو برائعتها: «من الموسكي لسوق الحميدية.. أنا عارفة السكة لوحديا.. كلها أفراح وليالي ملاح وحبايب مصرية سورية.. هاسلم بعيني وقلبي وبروحي على كل حبايبي.. وأهديهم من مصر هدية وأهديهم من سوريا هدية.. بأمان وسلام وبشوق وغرام هنغني نشيد الحرية.. وأهديهم من مصر هدية وأهديهم من سوريا هدية التوب اللي بقالي أحلم بيه ليالي وليالي.. والتوب الحُل محلاوي مشغول بقطيفة دمشقية.. أنا عارفة السكة لوحديا.. أنا عارفة السكة لوحديا»، والأغنية من تأليف مرسي جميل عزيز، وومن ألحانن الفنان السوري فريد الأطرش، ولا يمكن أن ننسى موقف الإعلامى السورى «الهادى البكار»، الذى كان يعمل فى «إذاعة دمشق»، أثناء غارات العدوان الثلاثى على مصر 1956، وهى الغارات التى أدت إلى قطعت خطوط الإذاعة المصرية، فقد فاجئ كل المستمعين للإذاعة السورية بصوته يقول: «هنا القاهرة من دمشق، هنا مصر من سورية، لبيك يا مصر».
0 تعليق