أسقف حلب للموارنة: مسيحيو سوريا يريدون تقديم إسهامهم في عملية بناء دولة مدنية.. وهيئة تحرير الشام تحمل صبغة إسلامية إلا أنها بعيدة عن الأصولية والتعصب

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شدد المطران جوزيف طوبجي، أسقف حلب للموارنة، على ضرورة أن تبذل مكونات المجتمع السوري كافة الجهود اللازمة من أجل ضمان الاستقرار، وهي مسألة تكتسب أهمية كبيرة على الصعيد الإنساني أيضا. 

واضاف “طوبجي” خلال ما قاله للموقع الرسمي للفاتيكان، اليوم الأربعاء، أن سكان حلب مطمئنون حالياً فيما يتعلق بالأمن، مع أن القتال لم يتوقف في باقي المناطق السورية، معتبرا أن الوضع في دمشق يبدو أنه الأسوأ في الوقت الراهن، والسلاح ما يزال يُستخدم وللأسف، نظرا لوجود مجموعات متمردة أخرى، بالإضافة إلى هيئة تحرير الشام، موالية للجولاني، قادت الثورة وساهمت في سقوط نظام الأسد. 

وأوضح “أسقف حلب للموارنة”،  أن السلاح منتشر بين أيدي الأطفال وهذا أمر رهيب لا يمكن القبول به، مشيرا إلى أن هيئة تحرير الشام تسعى للتوصل إلى اتفاقات مع المجموعات المسلحة الأخرى ما يحمل الأمل في التوصل إلى حلول سلمية، وفي أن تنعم البلاد بالأمن والاستقرار.

و أكد المطران جوزيف، علي الوعود التي قطعتها هيئة تحرير الشام على السكان بأنها وعود تحمل التفاؤل، مضيفا أن الوقائع تُثبت ذلك لغاية الآن، لقد عاملونا جيداً، وباحترام، بعيداً عن أي شكل من أشكال الاضطهاد، وقد قالوا إنهم لن يتعرضوا للمواطنين، بما في ذلك الأقليات، وهذا هو تصرفهم حيال المسيحيين أيضا.

 واستطرد “طوبجي”،  أنه على الرغم من أن هيئة تحرير الشام تحمل صبغة إسلامية إلا أنها بعيدة عن الأصولية والتعصب، ولم يفرضوا الشريعة الإسلامية ولم يلزموا النساء بارتداء الحجاب. وقد أعلنوا أنهم يريدون الحفاظ على الأوضاع كما هي وليسوا عازمين على فرض تغييرات على الحياة الاجتماعية.

تابع أسقف حلب : لدى آمال كثيرة فيما يتعلق بمستقبل سوريا لكني لا أستطيع الآن أن أكون متفائلاً أو متشائماً جدا، علينا أن نسير بحذر ونتابع تطور الأوضاع يوماً بعد يوم. 

وذكّر طوبحي أن رئيس الحكومة المكلف محمد البشير قطع وعوداً كبيرة على الغرب، وأكد أنه عازم على حماية الأقليات والنساء والأطفال، وقد فكك أجهزة مكافحة الإرهاب وتعهد بتطبيق العدالة على مختلف الأصعدة، ولا أعتقد أن هذا الأمر هو ضرب من البروباجاندا، إذ إن البشير يريد فعلا أن يحقق هذه الإنجازات، خصوصا وأن أنظار العالم كله متجهة نحو سوريا، وبدون توفر بعض الشروط لن تكون سوريا دولة معترف بها من قبل الجماعة الدولية، مع أنه يبقى من الصعب الآن أن نتنبأ بالمستقبل، كما قال الأسقف الماروني.

كما دعا المطران جوزيف طوبجي  أسقف حلب للموارنة  الجماعات المسيحية إلى الإسهام في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد، وقال: لقد حان دورُنا كمسيحيين سوريين أن نشارك في الحياة السياسية والمجتمعية، ولا نريد أن نُعتبر مواطنين من الدرجة الثانية، نود أن يُنظر إلينا كشركاء، كما يقولون. 

ولفت طوبجي إلى أن المشكلة هي أن المسيحيين ليسوا مؤهلين جيداً للمشاركة في الحياة السياسية، بعد أكثر من خمسين عاماً من الحكم التوتاليتاري، عندما كان الآخرون يفكرون عن المسيحيين ويتصرفون نيابة عنهم. ولهذا السبب يجدون أنفسهم اليوم غير مستعدين لممارسة العمل السياسي، لكن هذا الأمر يشكل تحدياً كبيراً للمستقبل وينبغي ألا تُفوَّت هذه الفرصة. 

وقال إن ما يجب فعله الآن هو إرساء أسس دولة مدنية، وسياسة منفتحةٍ وموجهة نحو الخير العام، بالإضافة إلى تعزيز المبادئ التي تحترم الجميع، والمسيحيون مدعوون إلى تقديم إسهامهم في هذا الإطار، لا بل إنهم مدعوون ليكونوا بيضة قبّان هذه السياسة الجديدة.

كما وجه أسقف حلب للموارنة كلمة شكر إلى الأساقفة الأوروبيين على دعمهم وتضامنهم وقربهم من السوريين خلال هذه المرحلة الحساسة، وعبر أيضا عن امتنانه للبابا فرنسيس على نداءاته بشأن انتقال السلطة بطريقة منظمة وسلمية.

ولفت المطران طوبجي في ختام حديثه  إلى أن الناس كانوا يسألونه "أين هو الله؟" وقد أكد لهم أن الله يبقى معنا ولا يتخلى عنا أبدا، مشيرا إلى أن الكنيسة مدعوة للبقاء إلى جانب الأشخاص وإلى تثبيتهم في الإيمان والرجاء والمحبة.   

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق