الشرطية كربوبي "تضبط إيقاعات الملاعب الكروية" في تظاهرات قارية وعالمية

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة مستحقة، نالت الحكمة المغربية الضابطة في أجهزة المديرية العامة للأمن الوطني بشرى كربوبي جائزة أفضل حكمة إفريقية لسنة 2024، وذلك خلال حفل جوائز الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الذي جرى تنظيمه أمس بمراكش، ليكرس “مسارا متواصلا من الشغف بالتحكيم الرياضي يتجسد داخل حكاية تألق نسائي وطني”.

الحائزة على جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي سابقا كـ”أفضل حكم عربي لكرة القدم”، تضيف إلى سلتها تتويجا قاريا ينصف حقيقة أنها مفتش شرطة ممتاز لم تخف ولعها بالرياضة، فكانت أول حكمة محترفة تدير مباريات عالمية للساحرة المستديرة، سواء في بطولة كأس أمم إفريقيا للرجال أو في كأس العالم للسيدات، دون أن ننسى قيادتها نهائي كأس العرش 2022.

حكاية شغف

كربوبي التي تشغل مفتش شرطة ممتاز في المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس، قدمت، غير ما مرة، قصتها حيال هذا الولع “الفطري” بالجلد المدور؛ فمنذ أن كانت طرية العود نما معها هذا الشغف، لكنها ستوقف تنفيذه لفترة بحكم غياب شروط مواتية لقدرة النساء على الاحتراف في الكرة بشكل منظم.

إلى جانب ذلك، لم تخف أنها واجهت تحديا مجتمعيا متمثلا في صورة الأخ والعائلة. وكل ذلك لم يقتل شعورا قويا لديها، فاختارت أن تصير حكما. فحين مزقت العائلة علم عملها كمساعدة للحكم بكت كثيرا، غير أنها واصلت المسار وأعادت العلم نفسه إلى حلة جديدة ليكون صالحا لاستئناف مهمة التحكيم الكروي. مهمة ستبدأ سنة 2001 بمشاركات ضمن إدارة مباريات دوريات الفئات السنية.

سيكون لهذه المغامرة مسار آخر حين يلمحها والدها مرة تقود مباراة للسيدات سنة 2007 وسيوفر لها الدعم اللازم حتى لا تكف عن حلمها. الثمرة كانت أدوارا فوق العادة، منها أنها أول امرأة تدير مباراة في البطولة بين “المغرب التطواني” و”أولمبيك خريبكة” سنة 2020 برسم الجولة الأخيرة من البطولة الاحترافية، وذلك كان ضمن رحلة من حلقاتها أنه “تم إعلانها حكمة مغربية معتمدة سنة 2008”.

قصة حلم

تقول الحكمة المغربية في مناسبات عديدة إنها “نالت ما تستحق” بحكم “مثابرتها وتمسكها”. كشف عن ذلك في حديث لها ضمن لقاء نظمته “اليونسكو” في باريس في مارس الماضي، موردة: “لقد ترعرعت داخل نطاق أبوي صارم يرى لعب كرة القدم أو ارتداء السراويل القصيرة للرياضة شيئا منبوذا وحراما”.

وتضيف كربوبي ضمن مداخلتها: “بفضل مثابرتي وتصميمي وإصراري، روضت الحلم وجعلته ممكنا ومتحققا، وها أنا أنال لقب أول حكمة في العالم العربي لكرة القدم للرجال. حتى إنني قدت فريقا من الحكام ضمن كأس أمم إفريقيا لسنة 2023 وأنا من المتأهلين إلى التصفيات النهائية لكأس العالم للرجال 2026”.

الحكمة التي قادت مباراة نيجيريا وغينيا بيساو لحساب الجولة الثالثة “الأخيرة” من دور مجموعات نهائيات كأس الأمم الإفريقية كوت ديفوار 2023، ذكرت في تصريح لها للموقع الرسمي لـ”الكاف” أن تلك الفرصة كانت بالنسبة إليها “بمثابة شرف”، وزادت: “لقد كانت المشاعر هائلة لكوني أول حكمة تقود مباراة كحكم رئيسي، كما أنني كنت أول امرأة تستخدم تقنية [الفار] … كان فخرا بالنسبة لي أن أمثل النساء الإفريقيات وأن أمثل التحكيم الإفريقي”.

المهنة والحلم

كربوبي التي تبلغ من العمر 36 سنة، الأم لطفلة، قالت في تصريح لصحيفة “بي بي سي سبورت إفريقيا”: “كوني شرطية فهذا يعني بالنسبة لي تطبيق العدالة”، وزادت: “كحكم، أنا من يطبق القانون وهذا أمر جيد ومربح للطرفين، لأنها وظيفتي وشغفي وهما مرتبطان ببعضهما”، مشددة على أن “التحكيم ساعدها كثيرا لتكون ضابطة شرطة جيدة، وعملها كضابطة شرطة ساعدها في الحصول على شخصية قوية في الملعب كحكم”.

الشرطية التي نالت التهاني سابقا من عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني، ذكرت أيضا أنها تتلقى دعما كبيرا من زملائها في الجهاز الأمني؛ “يبدون كل مرة فضولا تجاه عملها كحكمة”، ووضحت: “لقد أبدوا لي بعض الملاحظات: لماذا لم تفعل ذلك؟ لماذا فعلت ذلك؟ لماذا صفرت من أجل الحصول على ركلة جزاء؟ اشرحي لنا سبب البطاقة الحمراء، لكنهم يشجعونني بشكل دائم، وأنا أقدر دعمهم لي”.

بهذا المسار، أضافت بشرى كربوبي جائزة أخرى أمس الاثنين، لتواصل تألق النساء المغربيات في مجالات عديدة، حتى تلك التي كانت تعد في المنطقة والعالم “محض ذكورية”: رياضة كرة القدم والتحكيم الكروي. فهي تثبت أن المرأة لديها قابلية عالية لأن تشتغل في كل المجالات وتضاهي تلك الخصائص التي حاولت ثقافات معينة أن تحتكرها في سرديات صارت “جزءا من ماض بلا عودة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق