خبراء يستعرضون سياقات ترشيح المغرب للعضوية الدائمة في مجلس الأمن

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يعرف المشهد الدولي مطالب متزايدة بإصلاح مجلس الأمن الدولي ليتماشى مع التوازنات الجيوسياسية الجديدة. وتعد إفريقيا من أبرز القارات التي تطالب بتمثيل دائم في هذا المجلس، نظراً لأهميتها المتزايدة على الساحة الدولية.

في هذا السياق صرّح السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بأن المغرب “هو البلد الأكثر تأهيلاً لتمثيل القارة الإفريقية كعضو دائم في مجلس الأمن”. ويستند هذا الطرح إلى مجموعة من العوامل التي تعزز من مشروعية هذا المطلب، أبرزها الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في حفظ السلم والأمن الدولي.

وأكد السفير هلال أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، يمتلك الشرعية اللازمة لتمثيل القارة الإفريقية، نظراً لمساهماته الواسعة في عمليات حفظ السلام حول العالم، لاسيما في مناطق النزاع.

فضلا عن ذلك يرى هلال أن المعيار الأساسي للحصول على العضوية الدائمة في مجلس الأمن هو المساهمة الفعلية في الأمن والسلم الدوليين، وهو ما يعكسه الدور الذي تلعبه المملكة في إفريقيا والعالم.

في هذا السياق يرى المحلل السياسي والأمني محمد شقير أن المغرب “يتمتع بعدة عوامل جيوسياسية تجعله مؤهلاً لتمثيل إفريقيا في مجلس الأمن، على رأسها الموقع الإستراتيجي، إذ يعتبر عامل استقرار في منطقة شمال إفريقيا التي تعاني من اضطرابات متعددة، بسبب ضعف الأنظمة الحاكمة، كما في تونس وليبيا التي مازالت تعاني من التدخل الأجنبي، فضلا عن دول الساحل، في حين تظل المملكة مستقرة وفعالة على الساحة الإقليمية”.

وأضاف شقير، ضمن تصريح لهسبريس، أن المغرب “يلعب دورًا محوريًا في تحقيق التوازن في القارة الإفريقية، ويمكنه تمثيل منطقة شمال إفريقيا بشكل أفضل”، مشيرا إلى أن “التحالف الإستراتيجي القوي بين المغرب والولايات المتحدة، سواء على الصعيد الأمني أو العسكري، يمنح المملكة دعماً دولياً في مساعيها للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن”، وزاد: “هذا التحالف، الذي يتميز بالتعاون الوثيق في مجالات متعددة، جعل المغرب يحظى بدعم العديد من المسؤولين الأمريكيين، الذين أكدوا على دعمهم هذا الطلب المغربي”.

في السياق نفسه يرى خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن تصريح السفير عمر هلال يرتكز على أسس واقعية تعزز من مطالبة المغرب بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن، مشيراً إلى أن “المغرب، من خلال مشاركاته المستمرة في عمليات حفظ السلام الدولية، أثبت جدارته كدولة تسعى إلى تعزيز الأمن والاستقرار في العالم، وتفضل دائمًا الحلول السلمية في تعاملها مع النزاعات الإقليمية والدولية، بما في ذلك النزاع حول الصحراء المغربية، الذي تديره بحكمة وسعي للتفاوض والحلول التوافقية”.

وأضاف شيات، في حديث لهسبريس، أن “وجود نزاع الصحراء المغربية لا يشكل عائقًا أمام طلب المغرب الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن”، لافتا إلى أن “دولاً مثل الصين وروسيا تواجه تحديات حدودية ولكنها مازالت تحتفظ بعضويتها الدائمة”، ومعتبراً أن “المغرب، بالنظر إلى استمرارية دولته لقرون، لديه من التجربة السياسية والدبلوماسية ما يكفي للتعامل مع مثل هذه القضايا بحكمة، ما يعزز موقفه في المطالبة بالعضوية الدائمة في المجلس الأممي”.

من جانب آخر اعتبر الأستاذ الجامعي ذاته أن المغرب “يمتلك ميزات تجعله مرشحاً قوياً لتمثيل إفريقيا في مجلس الأمن، بما في ذلك استقراره السياسي ودوره القيادي في الاتحاد الإفريقي، إذ إنه بخلاف بعض الدول الإفريقية الأخرى، مثل جنوب إفريقيا التي لديها مواقف عدائية تجاه بعض الدول، يتمتع بعلاقات جيدة مع معظم دول القارة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق