مناورات "طويق 4".. المغرب يلتزم بتعزيز التعاون العسكري مع دول الخليج

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُظهر المملكة المغربية التزامًا راسخًا بتعزيز التعاون العسكري مع دول الخليج في إطار الشراكات الإستراتيجية متعددة الأبعاد التي تجمعها بها؛ فقد أثبتت العلاقات المغربية الخليجية قوتها على مر السنوات من خلال المشاركة الفاعلة للمغرب في العديد من المبادرات الأمنية والدفاعية التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، والتصدي للتحديات الأمنية المتزايدة التي تواجه المنطقة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة والتحولات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق تأتي مشاركة المغرب في التمارين العسكرية المشتركة مع دول الخليج كدليل عملي على عمق هذه العلاقات؛ فقد شارك الجيش المغربي في التمرين الجوي متعدد الجنسيات “طويق 4″، الذي استضافته قاعدة الأمير سلطان الجوية في المملكة العربية السعودية، إلى جانب جيوش دول أخرى أبرزها الإمارات العربية المتحدة، وقطر والبحرين وسلطنة عمان، والأردن، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، واليونان.

واختتمت هذا الأسبوع فعاليات هذا التمرين الذي استغرق أسبوعين، تم خلالهما تنفيذ مجموعة من المناورات والعمليات العسكرية التي شملت الطلعات الجوية في مجال الإسقاط والإنزال التكتيكي، ورفع مستوى جاهزية الطواقم الجوية المشاركة، وتعزيز كفاءتها القتالية، بما يسهم في تعزيز مفهوم العمل الجوي المشترك، وفقًا لما أفادت به وزارة الدفاع السعودية.

التزام مغربي

في هذا الإطار قال عبد الرحمن مكاوي، خبير في الشؤون العسكرية، إن “الهدف من المشاركة المغربية في هذا النوع من التمارين هو تحسين اللغة البينية والعملياتية بين القوات الجوية الملكية وقوات باقي الدول المشاركة، وتقوية القدرات وتبادل التجارب في هذا المجال، خاصة في ما يتعلق بعمليات الإسناد الجوي واعتراض الصواريخ الباليستية وإسقاط الطائرات المسيرة”.

وأوضح مكاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الدول التي شاركت في هذا التمرين، بما فيها المغرب ودول الخليج، تُشغل كلها أسلحة أمريكية وبريطانية؛ وبالتالي فإن تواجدها في هذه المناورات إلى جانب أمريكا وبريطانيا يعزز لغة التعاون البيني، ويمكن القوات المشاركة من مواكبة مختلف التكنولوجيات الدفاعية في المجال الجوي، وكذا رفع درجة التأهب والاستعداد والتخطيط العملياتي المشترك”.

وأشار الخبير ذاته إلى “مشاركة فرقة من المظليين المغاربة الذين أجروا تمرينًا يحاكي التدخل في الجبهة الأمامية للقتال، ما يؤكد الخبرة الكبيرة التي راكمتها القوات الجوية الملكية، خاصة سلاح المظليين”، مشددًا على أن “تواجد المغرب في هذا التمرين يؤكد التزامه بأمن الدول الخليجية الحليفة، خاصة في ظل التوترات والمخاطر التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط جراء الصراع الإيراني الإسرائيلي والتحولات التي تشهدها مجموعة من الدول في هذا الفضاء الجغرافي”.

جسر إستراتيجي

من جهته أورد هشام معتضد، باحث في الشؤون الإستراتيجية، أن “مشاركة المغرب في التمرين الجوي المشترك ‘طويق4’ تعكس توجهًا إستراتيجيًا يعزز مكانته الإقليمية والدولية في المجال العسكري، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة التي تواجه المنطقة”، مضيفًا أن “هذه المشاركة تحمل دلالات واضحة على تطور القدرات الدفاعية المغربية ورغبة المملكة في توطيد علاقاتها مع دول الخليج والدول الغربية المشاركة في التمرين”.

وأردف معتضد، متحدثًا لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن “هذه المشاركة تظهر التزام المغرب بتعزيز التعاون الدفاعي مع الدول الخليجية، ما يعكس عمق العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تربطه بها؛ كما تُبرز حرص الرباط على الانخراط في المبادرات الإقليمية التي تسعى إلى تعزيز الأمن والاستقرار، لاسيما في منطقة الخليج التي تعتبر شريكًا إستراتيجيًا للمملكة في مختلف المجالات، ما يعزز ثقة الدول الخليجية في البلاد كشريك يمكن الاعتماد عليه في إدارة التحديات الأمنية المشتركة”.

على المستوى العسكري أبرز المتحدث ذاته أن “هذا التمرين يمثل فرصة مهمة للقوات الجوية المغربية لاختبار قدراتها في العمليات التكتيكية المعقدة، مثل الإسقاط الجوي، ما يسهم في تحسين الأداء الميداني وتبني أفضل الممارسات العسكرية العالمية”، مؤكدًا أن “هذا التعاون العسكري يعكس حرص المغرب على تعزيز العمل الجوي المشترك مع شركائه في المنطقة، وهو ما ينسجم مع إستراتيجيته في تعزيز الأمن الجماعي والتكامل العملياتي”.

وبين الباحث نفسه أن “مشاركة المغرب في هذا التدريب تُعطي إشارات إيجابية حول السياسة الخارجية المغربية التي تستند إلى تعزيز الشراكات متعددة الأطراف، وتظهر التزام الرباط بالتعاون الدولي في المجال الدفاعي، ليس فقط مع الدول الخليجية، ولكن أيضًا مع شركاء عالميين مثل الولايات المتحدة وبريطانيا”، مضيفًا أن “هذه الخطوة تعزز من موقع المغرب كجسر إستراتيجي بين العالم العربي وإفريقيا وأوروبا، وكدولة تواكب التطورات العسكرية العالمية، وتضع نفسها كطرف فاعل في بناء شراكات دفاعية تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي”.

أخبار ذات صلة

0 تعليق