آراء حرة
د. ماريان جرجس
الجمعة 13/ديسمبر/2024 - 02:22 م
انتهجت الدولة المصرية نهجًا بناءً منذ عام 2014 في السياسة الدولية، ألا وهو الانفتاح على كل البلدان المؤثرة عالميًا والبلدان التي تمتلك سياسة متوافقة مع الأجندة المصرية، كما كان ذلك النهج يتسم بالحكمة والأناقة الدبلوماسية.
تأتي زيارة السيد الرئيس إلى الدنمارك والنرويج وايرلندا في جولته الأوروبية في توقيت حرج في الإقليم؛ حيث تتعدد التحديات وتزداد الأحداث سخونة في إقليم ملتهب تتسارع أحداثه يومًا بعد يوم.
ومن ثمّ تحمل تلك الجولة الأوروبية مكاسب عدة، فعلى المستوي الاقتصادي والتجاري، تزداد قوة ومتانة العلاقات الاقتصادية والتجارية خاصة في بلد مثل الدنمارك والتي يزورها الرئيس المصري لأول مرة، كما يزداد حجم التبادل التجاري والشراكات الاقتصادية، لاسيما في المجالات الهامة الحديثة كالطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر في دولة لها باع كبير في هذا المجال مثل النرويج توكيدا على رغبة مصر في توطيد العلاقات الاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي وكأن مصر ترسل برسالة ضمنية، إن انضمامها لتكتل البريكس لن يؤثر على علاقاتها الأوروبية، على العكس فتنويع العلاقات الاقتصادية يضمن قوة ومتانة الاقتصاد المصري في عالم يعج بالتغيرات السياسية فتحرص على العلاقات الجيدة مع الجميع.
أمّا عن الشق السياسي وعلى هذا الصعيد، فتضمن مصر دورها على الساحة الدولية من خلال تلك الجولات المكوكية، كما تحرص على دورها الفاعل في ذلك الإقليم الملتهب، فبتطوير تلك العلاقات المصرية الأوروبية نستطيع القول أن مصر أصبح لديها رصيد أوروبي يجعل تلك الدول تعول على الدولة المصرية في أن تكون صمام أمان للمنطقة لتكون الفاعل الأول في الإقليم وعامل مؤثر في مقدراته.
أمّا عن دورها في القضايا العالمية، فذلك التواجد المصري القوي الثمين وتلك الحفاوة التي يتم استقبال بها الرئيس السيسي ما هي إلا توكيد على احترام العالم لشخصية عبد الفتاح السيسى ومكانة مصر في حل تلك القضايا العالمية مثل قضايا المُناخ والهجرة الغير نظامية وباع مصر الكبير ومجهوداتها الحثيثة للتخفيف عن البشرية ويلات الحروب والصراعات والهجرة غير الشرعية والتداعيات السلبية للمُناخ.
وكل ما سبق يؤكد علي مكانة مصر المحورية في النظام الدولي التي باتت تمتلكها، ولذا من المتوقع أن يتم تعظيم الدور المصري في وقف إطلاق النار في قطاع غزة المكلوم وفى تطورات الصراعات في لبنان وسوريا.
في الوقت الذي تشهد فيه الدولة المصرية طفرة تقدمية في العلاقات الدولية، لازالت بلدان الشرق الأوسط تستفيق من موجات الربيع العربي المدمرة كما أسموه! وذلك إن دل على شئ فهو يدل على المجهود الكبير الذي بذلته الدولة المصرية لتكون حلقة تبتعد من سلسلة التدمير بين بلدان الشرق الأوسط لتصبح همزة وصل تساعد في ترميم الإقليم المتهاوي.
0 تعليق