الدورة 56 لمعرض الكتاب| القاهرة تستضيف العالم.. هل أزمات الشرق الأوسط ستكون على طاولة النقاش؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تبدأ الاستعدادات النهائية لإطلاق الدورة السادسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، مع اقتراب شهر يناير، أحد أكبر الفعاليات الثقافية في العالم العربي، والذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية سنويًا ليجمع تحت سقف واحد نخبة من المفكرين والكتاب ودور النشر من مختلف أنحاء العالم.

والمعرض ليس مجرد سوق للكتاب أو مساحة ثقافية؛ بل تحول إلى ملتقى حضاري يعكس القضايا الثقافية والسياسية والاجتماعية التي تشغل العالم، وخاصة منطقة الشرق الأوسط.

هذا العام، يأتي المعرض في توقيت دقيق ومليء بالأحداث المتسارعة؛ حيث تشهد المنطقة تغيرات جذرية على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية؛ ما يجعل من المعرض فرصة حقيقية لطرح هذه القضايا للنقاش واستعراض الرؤى المستقبلية.

القضية الفلسطينية.. أزمة غزة مستمرة

تعد القضية الفلسطينية محورًا رئيسيًا للنقاشات الفكرية والسياسية على مدار الأعوام؛ ولا يختلف الوضع هذا العام. تأتي الدورة الجديدة للمعرض بينما لا تزال حرب غزة مشتعلة منذ أكتوبر الماضي، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
الأحداث الأخيرة في غزة أعادت تسليط الضوء على قضية الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات المستمرة في حق الفلسطينيين، والتي أصبحت قضية عالمية تحظى باهتمام واسع. من المتوقع أن تتصدر أزمة غزة طاولات النقاش في المعرض، حيث يسعى المفكرون من مختلف الجنسيات لتقديم رؤى حول كيفية دعم القضية الفلسطينية وإيجاد حلول جذرية للأزمة الإنسانية المستمرة.

سوريا ما بعد سقوط النظام

إلى جانب القضية الفلسطينية، يشهد الشرق الأوسط تطورات دراماتيكية أخرى، أبرزها ما يحدث في سوريا فالانسحاب المفاجئ للجيش السوري، ودخول المعارضة المسلحة إلى دمشق دون مقاومة تُذكر، شكل زلزالًا سياسيًا في المنطقة وسقوط نظام بشار الأسد أثار العديد من التساؤلات حول مستقبل سوريا، وكيف ستتعامل القوى الإقليمية والدولية مع هذا المشهد الجديد.

المراقبون يرون أن سوريا على أعتاب مرحلة جديدة تمامًا، حيث تُعاد صياغة التوازنات الإقليمية. لكن المشهد لا يخلو من التعقيد، خاصة مع احتلال إسرائيل للجولان وسط هذا الفراغ السياسي فهل تنجح سوريا في الخروج من أزمتها الحالية؟ وكيف يمكن للدول العربية حماية أمن واستقرار المنطقة؟ هذه الأسئلة ستكون في صدارة الموضوعات المطروحة للنقاش في جلسات المعرض.

عودة ترامب.. سياسة جديدة أم صراع ممتد؟

في الجانب الآخر من العالم، تشهد الولايات المتحدة تحولات سياسية كبرى مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة.

التصريحات الأولى لترامب عقب سقوط النظام السوري أثارت جدلا واسعا، حيث دعا إلى بدء مفاوضات جديدة لوقف الصراعات، لكنه في الوقت نفسه هدد بتحويل الشرق الأوسط إلى "جحيم" في حال لم يتم الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.

ترامب، المعروف بأسلوبه التصادمي وسياسته المثيرة للجدل، يضع الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة من الضغوط السياسية والاقتصادية كيف سيتعامل المفكرون مع عودة ترامب إلى المسرح العالمي؟ وهل يمكن أن تقدم الجلسات النقاشية في المعرض رؤى مبتكرة للتعامل مع هذه التحديات؟

سد النهضة أزمة وجودية لمصر والسودان

فيما يتعلق بالشأن الإقليمي، يظل ملف سد النهضة في صدارة القضايا الملحة فالسد الذي بنته إثيوبيا على نهر النيل أثار مخاوف كبيرة في مصر والسودان بشأن حصص المياه، وأصبح يمثل تهديدا مباشرًا للأمن المائي في المنطقة خاصة بعد الإعلان عن اكتمال تشغيله رسميا وفي الوقت نفسه نرى انقطاعا كاملا للتيار الكهربائي في إثيوبيا والكشف عن أن التوربينات في السد متوقفة.
معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام سيكون فرصة لمناقشة الأبعاد المختلفة لهذه الأزمة، بدءا من الجانب الفني والاقتصادي، وصولًا إلى الأبعاد السياسية والاستراتيجية. إلى جانب محاولات رئيس الوزراء الاثيوبي ابي أحمد إفشال علاقتها بدول الجوار الأفريقية وخططه الماكرة لكبح النفوذ المصري في افريقيا خاصة بعد الاتفاق الذي تم بين اثيوبيا والصومال وإريتريا الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي ربما يكون هذا الاتفاق له تأثير مباشر على مصالح مصر في افريقيا خاصة في ملف سد النهضة و العلاقات مع دول الجوار فهل في تلك الدورة يطرح الدباء والمثقفون من خلال التقاء الثقافات المتعددة في المعرض حلولا جذرية وواقعية لكل ما يدور حولنا إلى جانب أيضا الاقتراح والدراسة التي نشرها العالم الدكتور عصام حجي لحل أزمة سد النهضة بما لا يتعارض مع مصالح مصر والسودان ولا حتى اثيوبيا مع الأخذ في الاعتبار التنسيق بين الدول الثلاث 

السؤال هل يستطيع معرض الكتاب أن يطرح تلك الأزمات على طاولة النقاش وإيجاد حل مناسب وفعال لها؟

 

الذكاء الاصطناعي ثورة العصر

بعيدا عن السياسة، يركز معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام على محور ثقافي وتقني حديث، وهو الذكاء الاصطناعي هذه التقنية التي بدأت تغزو جميع جوانب الحياة لم تعد مجرد فكرة مستقبلية، بل أصبحت واقعا يؤثر في حياتنا اليومية.

في مجال النشر، بدأ الذكاء الاصطناعي في كتابة الكتب والروايات، وهو ما أثار تساؤلات حول مستقبل الإبداع البشري هل يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المؤلفين؟ وكيف يمكن الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية في ظل هذه التغيرات؟ هذه الأسئلة ستكون محور نقاشات مستفيضة في المعرض، خاصة مع مشاركة خبراء في مجال التقنية والثقافة من مختلف أنحاء العالم.

التحضيرات للحدث الثقافي الأهم

تعمل الهيئة العامة للكتاب على وضع جدول حافل للمعرض يشمل ندوات وجلسات نقاشية وورش عمل وعروض ثقافية وفنية فالدورة الحالية تستهدف جذب جمهور أوسع، خاصة من الشباب، من خلال طرح قضايا حديثة تمس حياتهم ومستقبلهم.

معرض القاهرة الدولي للكتاب ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو منصة تعكس نبض العالم، حيث تُطرح القضايا الكبرى للنقاش من قبل نخبة من المثقفين والمفكرين في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العالم العربي، يظل المعرض فرصة فريدة لطرح رؤى جديدة وصياغة حلول مبتكرة تُسهم في مواجهة أزمات الحاضر وبناء مستقبل أفضل، فهل يكون معرض هذا العام بوابة نحو تغيير إيجابي أم مجرد انعكاس للأزمات المتراكمة؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق