لم يكن يتصور أحد أن يشاهد بأم عينيه حالة الأخوة الإنسانية الجارفة التي ضجت بها ساحات السوشيال ميديا بين المصريين والسوريين، ففي أعقاب رحيل نظام بشار الأسد وفتح الباب أمام المواطنين السوريين للعودة إلى بلدهم فوجئنا بسيل جارف من مشاعر الحب والمودة بين أبناء الشعبين.
حيث ظهرت آلاف الفيديوهات والبوستات من المصريين والتي تطالب أبناء سوريا بعدم مغادرة أرض الكنانة بفضل العشرة الطيبة التي جمعت الشعبين طوال السنوات الماضية، ولم تخل هذه الفيديوهات من الدعابة والفكاهة حيث ركزت على اعتياد المصريين على الأكلات السورية المميزة مثل الشاورمة والثومية والخبز اللذيذ والكنافة النابلسية المميزة.
متفاعلون مصريون آخرون وجهوا رسائل لأشقائهم السوريين بأنه لن يسمح لهم سوى بالذهاب لزيارة مسقط رأسهم سوريا مع التعهد بالعودة، ولتأكيد ذلك اقترح المصريون عدم مغادرة أي أسرة بكامل أفرادها لضمان عودة المسافرين.
في المقابل امتلأت ساحات مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات لمواطنين سوريين يشهدون بنبل وطيبة المصريين الذين غمروهم بالاحتضان وفتحوا لهم قلوبهم قبل بيوتهم.
أحد السوريين طالب بإطلاق اسم "شارع مصر" على أكبر ميادين سوريا اعترافًا بجميل المصريين معهم.
مواطن سوري قال في أحد الفيديوهات: عندما نعود لسوريا سنكتب على لافتة ضخمة "ممنوع الدخول إلا للمصريين".
سوري آخر كان يتاجر في الحلوى بمصر روى كيف تدخلت نساء مصريات لطلب موظفي الحي بالسماح له ببيع بضاعته بأحد الشوارع حتى يحصل على "رزقته".. وما كان من المسئولين إلا السماح له ببيعها إكرامًا لضيافته.
وهكذا تظل مصر أيقونة لكرم الضيافة وحصنا منيعا لجميع الإخوة العرب، يضرب شعبها أروع الأمثلة في الشهامة والمروءة والرقي.
0 تعليق