الذكريات هي جوهر الهوية الإنسانية. فهي تسجل تجاربنا، تحفظ دروس حياتنا، وتساعدنا في البقاء على قيد الحياة، فعلى سبيل المثال تذكر أن الموقد ساخن يمنعنا من لمسه، لكن كيف يعمل الدماغ على تخزين الذكريات واسترجاعها، ويُعد الدماغ آلة معقدة تعيد تشكيل نفسها باستمرار لتخزين الذكريات، والفهم العميق لآلية عمل الذاكرة ليس فقط أمرًا علميًا، بل يحمل تأثيرات عملية واسعة تشمل تحسين قدرات التذكر وعلاج أمراض الدماغ المرتبطة بالذاكرة.
وتبرز “البوابة نيوز” كل ما يخص الذكريات وتخزينها في الدماغ وحدوث الزهايمر وفقا لموقع livescience.
العملية العصبية لتخزين الذكريات:
يتغير الدماغ البشري مع كل ذكرى جديدة بفضل الشبكات العصبية والمشابك. المشابك العصبية هي الفجوات الدقيقة بين الخلايا العصبية التي تتيح الاتصال بينها.
1. آلية الاتصال:
• تعمل الخلايا العصبية عبر نظام كهروكيميائي معقد.
• تغير الشحنة الكهربائية في خلية واحدة يؤدي إلى إفراز ناقلات عصبية.
• تنتقل الناقلات العصبية عبر المشابك إلى الخلايا العصبية الأخرى، مما يؤدي إلى تغييرات جديدة في شحناتها الكهربائية.
2. التشفير العصبي للذكريات:
• قال د. دون أرنولد، عالم الأعصاب بجامعة جنوب كاليفورنيا: “عندما تنشأ ذكرى جديدة، تتكون دائرة عصبية جديدة تتولى عملية التشفير.”
• تقوية الاتصال بين الخلايا العصبية يزيد من احتمالية بقاء الذاكرة، بينما يؤدي ضعف الاتصال إلى نسيانها.
أماكن تخزين الذكريات في الدماغ:
1. الحُصين:
• منطقة دماغية تشبه فرس البحر.
• مسؤولة عن تحويل الذكريات من قصيرة الأمد (20-30 ثانية) إلى طويلة الأمد.
• إذا لم يتم تقوية الذكريات قصيرة الأمد بالتكرار، فإنها تتلاشى.
2. القشرة المخية الحديثة:
• مسؤولة عن تخزين الذكريات طويلة الأمد وتجاربنا الواعية.
• مع ذلك، تُظهر الدراسات أن بعض الذكريات الطويلة الأمد تبقى في الحُصين.
3. اللوزة الدماغية:
• تعالج المشاعر مثل الخوف.
• تسهم في جعل الذكريات العاطفية أكثر ثباتًا.
4. العقد القاعدية والمخيخ:
• تدعم الذاكرة الحركية مثل العزف على آلة موسيقية.
5. القشرة الأمامية الجبهية:
• تساعد في الاحتفاظ بالمعلومات المؤقتة وحل المشكلات.
أسرار الذاكرة:
1. دور العاطفة:
• يؤكد د. أفيشيك أديكاري، عالم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، أن المشاعر تجعل الذكريات أكثر رسوخًا.
• الذكريات العاطفية تُحفظ بشكل أفضل لأنها مرتبطة بغريزة البقاء.
2. التمثيل الفيزيائي للذاكرة:
• الذكريات مخزنة في شبكة من الخلايا العصبية تُعرف بـ”إنغرام”.
• تساعد هذه الشبكة في استرجاع الذكريات عند الحاجة.
3. الخلايا العصبية الجديدة:
• أظهرت دراسة عام 2019 أن الحُصين يستمر في إنتاج خلايا عصبية جديدة حتى لدى كبار السن، مما يساعد في التعلم والتذكّر.
4. التكنولوجيا الحديثة:
• توصل العلماء إلى طرق لمراقبة المشابك العصبية باستخدام أسماك زيبرا المعدلة وراثيًا لرصد نشاط الدماغ أثناء تخزين الذكريات.
تطبيقات فهم الذاكرة:
1. علاج أمراض مثل الزهايمر:
• قد يساعد فهم آلية تخزين الذكريات في تطوير علاجات للحفاظ على الذاكرة أو استعادتها.
2. تحسين التذكر:
• تقنيات مثل “هيكل الذاكرة” تعتمد على الحُصين لتحسين تذكر المعلومات باستخدام ارتباطها بمواقع تخيلية.
3. التنقل المكاني:
• الحُصين لا يخزن الذكريات فقط، بل يساعدنا في التنقل المكاني وتذكر الأماكن.
0 تعليق