ما حدث من قبل هيئة تحرير الشام في سوريا ليس بالأمر الهين، لأنه سيكون له تأثير ملحوظ على التنظيمات المتطرفة الأخرى مثل داعش.
في ظل تصاعد قوة هيئة تحرير الشام، فإن ذلك قد يؤدي إلى تقليص مساحة المناورة والموارد المتاحة لتنظيمات أخرى مثل داعش.
وهذا النوع من التنافس يمكن أن يضغط على الجماعات الأخرى لزيادة قوتها أو تغيير استراتيجياتها.
ففي بعض الحالات، قد يؤدي هذا إلى صراعات داخلية بين هذه الجماعات للسيطرة على الأراضي أو الموارد.
و مع وجود هيئة تحرير الشام كمنافس قوي على الأرض، قد يؤثر ذلك سلبًا على قدرة داعش على استقطاب المقاتلين.
حيث أن العديد من الإرهابيين قد يتوجهون نحو الهيئة في ظل قوتها العسكرية والسياسية في شمال غرب سوريا، بينما يواجه داعش صعوبات في إعادة بناء نفسه بعد هزيمته في العراق وسوريا.
وبالتالي، قد ينخفض عدد المقاتلين الذين يختارون الانضمام إلى داعش لصالح الهيئة.
التأثير على استراتيجية داعش
داعش عادة ما يعتمد على تنفيذ الهجمات المتفرقة واستهداف الأهداف العسكرية والمدنية.
لكن في ظل هيمنة هيئة تحرير الشام على مناطق معينة، قد يضطر داعش إلى تغيير استراتيجيته العسكرية. قد ينشأ تفاعل بين داعش والهيئة في بعض الحالات، حيث قد يجد داعش نفسه مضطرا للتعاون مع أو مواجهة الهيئة في ساحة المعركة.
التنظيمات المتطرفة في مواجهة الضغط الدولي
في ضوء الضغوط العسكرية من التحالفات الدولية (مثل التحالف الدولي ضد داعش) والضغوط المحلية (مثل الضغوط التي تفرضها هيئة تحرير الشام على داعش في بعض المناطق)، قد يواجه داعش تحديات أكبر في الاستمرار في مناطق مثل إدلب أو جنوب سوريا.
وهيمنة هيئة تحرير الشام قد تخلق حالة من الاستقرار النسبي في بعض المناطق مما قد يساهم في تقليص مساحة عمل داعش في مناطق كانت تسيطر عليها أو تتواجد فيها.
المواجهة والتصفية بين التنظيمات
في بعض الأحيان، تمثل السيطرة الجغرافية والجهادية مصدرًا لتصفيات داخلية بين التنظيمات المتطرفة.
على سبيل المثال، في العديد من الحالات، أظهرت هيئة تحرير الشام أنها ضد تنظيمات مثل داعش بسبب اختلافات عقائدية وتكتيكية.
لذلك، قد يؤدي توسع هيئة تحرير الشام إلى تصعيد الصراع بين داعش والهيئة، مع تصعيد العنف ضد بعضها البعض في محاولة للهيمنة على الأراضي أو تأكيد النفوذ في مناطق معينة.
انعكاسات على الساحة الإقليمية والدولية
الوجود المستمر لقوة مثل هيئة تحرير الشام في شمال سوريا قد يؤدي إلى تغييرات في الاستراتيجيات الإقليمية والدولية ضد التنظيمات المتطرفة.
بينما تركز بعض القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا على القضاء على داعش، فإن ازدياد تأثير الهيئة قد يعيد ترتيب الأولويات العسكرية والدبلوماسية.
هذا يمكن أن يفتح المجال لوجود ديناميكيات جديدة بين داعش وبقية التنظيمات.
الدور المحتمل للهيئة في إضعاف داعش
في بعض الأحيان، قد ترى هيئة تحرير الشام أن القضاء على داعش يمثل أولوية استراتيجية لتحقيق هيمنتها العسكرية والسياسية في سوريا.
وبالتالي، يمكن أن تتوسع الهيئة في محاربة خلايا داعش المتبقية في مناطقها، مما يؤدي إلى إضعاف التنظيم الأخير بشكل أكبر.
0 تعليق