شهدت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للدنمارك نشاطا حافلا حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالملك "فريدريك العاشر" ملك الدنمارك.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أنه قد تم إجراء مراسم استقبال رسمية رفيعة المستوى للرئيس، وفقاً للبروتوكولات المتبعة في زيارات الدولة، حيث تم عزف السلام الجمهوري المصري، ثم استعراض حرس الشرف.
كما قام السيسي بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، ثم انتقل الرئيس برفقة ملك وملكة الدنمارك إلى قصر أمالينبورج بواسطة عربات تجرها الخيول.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن مراسم الاستقبال والحفاوة الكبيرة التي قوبل بها الرئيس تعكس مدى التقدير الذي تحظى به مصر وقيادتها من مملكة الدنمارك.
من جانبه، أعرب الرئيس عن شكره لجلالة ملك الدنمارك على حفاوة الاستقبال، مشدداً على اعتزازه بهذه الزيارة، كونها الأولى لرئيس مصري إلى الدنمارك، ومؤكداً تطلعه إلى أن تسفر هذه الزيارة عن تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والدنمارك في جميع المجالات.
كما افتتح الرئيس والملك بالعاصمة الدنماركية "كوبنهاجن"، المؤتمر الاقتصادي المصري الدنماركي وقد صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس وملك الدنمارك قد قاما بإطلاق مجلس الأعمال بين البلدين، وذلك بحضور عدد من رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين لعدد من الشركات المصرية والدنماركية، وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الرئيس في افتتاح المؤتمر:
يسعدني وجودك معنا واسمحلي بمناسبة وجودي في الدنمارك لاول مرة باسمي واسم كل المصريين ان اهنىء جلالتك على تولى عرش مملكة الدنمارك متمنيا لك كل التوفيق واتمنى ان تقوم جلالتك بزيارة مصر حتى نرحب بك بالشكل الذي يليق بجلالتك لكل ما فعلته لنا اثناء وجودنا في الدنمارك، وشكرا جزيلا.
يطيب لى في البداية، أن أتوجه لكم جلالة الملك.. ولمملكة الدنمارك الصديقة.. بخالص الشكر والتقدير.. على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، في بلدكم الكريم .. كما أثمن كثيراً الجهد المبذول.. للإعداد للمؤتمر الاقتصادي المصري الدنماركي.. وأؤكد اعتزازنا بتشريف جلالة ملك الدنمارك.. لهذا الحدث المهم.
وأتوجه أيضاً بكل التقدير والاحترام.. لمجتمع رجال الأعمال الدنماركي.. على دوره في دفع التعاون بين بلدينا، وتحقيق أهدافنا المشتركة.
لقد شهدت الفترة الأخيرة.. تحديات إقليمية ودولية متتالية.. كان لها تداعيات أثرت على مصر.. مثلها في ذلك، مثل الكثير من دول العالم وهو الأمر الذى دفع الحكومة المصرية، لتبني خطة اقتصادية جريئة.. من أجل توفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية.. وتمكين القطاع الخاص، وتوفير فرص العمل.
وبناء على ذلك، وعلى ما تم اتخاذه من إجراءات.. نجح الاقتصاد المصرى في مواجهة المرحلة الصعبة .. وهو ما انعكس بصورة إيجابية، على المؤشرات الاقتصادية.. وتحسن التصنيف الائتمانى للبلاد.
سوف نوقع ، "إعلاناً مشتركاً لترفيع مستوى العلاقات المصرية الدنماركية".. إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية .. وأغتنم هذه الفرصة، للتأكيد على أن الشق الاقتصادي والتجاري والاستثماري.. وتعميق التعاون بين القطاع الخاص مـن الجانبين.. يأتـي فـي قلـب هـذه الشـراكة .. لاسيما في القطاعات ذات الاهتمام المشترك.. مثل الشحن والنقل البحري، والطاقة النظيفة والمتجددة والخضراء، وغيرها من القطاعات، التي توفر فيها مصر فرصاً كبيرة يمكن للجانب الدنماركي الاستفادة منها.
ويأتي تشكيل مجلس الأعمال "المصرى - الدنماركى".. كنقطة انطلاق للكيانات الاقتصادية والتجارية الدنماركية.. للاطلاع على الإمكانات الاستثمارية المتوافرة بمصـر .. لاسيما في قطاعات البنية التحتية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات التحويلية، وإنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة والخضراء، والاقتصاد الدائري .. بما يدعم جهود الدولة المصرية.. لكى تكون مركزا إقليمياً لسلاسل الإمداد.. ونقل وتداول الطاقة المتجددة والخضراء.. على ضوء القرب الجغرافى، والموقع الإستراتيجى لمصر .. فضلاً عن الفرص، التى توفرها المناطق الجاذبة للاستثمار فيها.. كالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وترحب مصر بالمستثمرين الدنماركيين.. للقيام بمشروعات فى أى من المجالات ذات الاهتمام المشترك .. بما يسهم فى زيادة حجم الاستثمارات الدنماركية فى مصر.. والبناء على النجاحات القائمة.. مثل التعاون القائم مع مجموعة "أي.بى.موللر.ميرسك".. الذى يعود إلى أكثر من "20" عاماً.
وأود التأكيد هنا، على أن الحكومة المصرية لم ولن تدخر جهداً.. فى تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة والتسهيلات، للشركات الدنماركية المتواجدة فى مصر.. أو تلك التى لديها الرغبة فى العمل بمصر .. كما أؤكد حرص مجتمع رجال الأعمال المصرى.. على مواصلة العمل المشترك مع نظيره الدنماركى.. لتعظيم المصالح المتبادلة.. والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.
أتطلع لأن نشهد مؤتمراً ناجحاً ومثمراً.. يحقق نتائج ملموسة وقابلة لتنفيذ.. وفي زيادة مستويات تدفق الاستثمارات الدنماركية للسوق المصري وتحقيق المصلحة المشتركة للجانبين.. بما يعود بالنفع على شعبينا العريقين
كما التقى الرئيس السيسي "فيليب كريستياني"، رئيس شركة "شركاء كوبنهاجن للبنية التحتية" وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن رئيس الشركة حرص في مستهل المقابلة على التأكيد على اعتزازه بمقابلة الرئيس، مشيراً إلى تطلع شركته للتعاون مع مصر، وتعزيز استثماراتها في قطاعات الطاقة النظيفة والمستدامة، نظراً للفرص الواعدة ذات الصلة المتاحة بالسوق المصري.
واضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، ان الرئيس قد اكد تقديره لتطلع الشركة لتوسيع قاعدة استثماراتها في مصر، مضيفا ان مصر مهتمة بالتوسع في إنتاج الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، بما في ذلك من خلال مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء، فضلا عن حرص مصر على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة بصفة عامة، وبالأخص في مجال الطاقة النظيفة، وحرصها كذلك على دعم الشركات الأجنبية العاملة في مصر.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول ايضا فرص تعزيز استثمارات الشركة في مصر، والمشروعات التي يمكن تنفيذها في اطار جهود تطوير التعاون بين مصر والشركة.
كما التقى الرئيس السيسي "روبرت ميرسك أوجلا"، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركة "أيه بي موللر ميرسك"، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن رئيس الشركة الدنماركية حرص في مستهل المقابلة على توجيه الشكر للرئيس على الدعم الذي تقدمه الحكومة المصرية لأعمال الشركة في مصر، مشيداً بالجهود التي تقوم بها مصر لجذب الاستثمارات الاجنبية في مختلف القطاعات، وتذليل ايه عقبات امام الشركات العاملة في مصر، ومؤكداً حرص الشركة على تعزيز تعاونها والنظر في زيادة حجم أعمالها في مصر.
ومن جانبه، ثمن الرئيس التعاون القائم مع شركة "ميرسك"، مؤكداً تقدير مصر للجهود التي تقوم بها الشركة لتطوير بعض محطات الحاويات المصرية بهدف تحويلها إلى محطات عالمية لتداول الحاويات في منطقة شرق وجنوب البحر المتوسط، ومشيداً أيضاً بمشروعات الشركة لإنتاج وتزويد سفنها بالوقود الأخضر، وبما يسهم في جعل مصر مركزاً إقليمياً لعمليات الشركة، سواء فيما يتعلق بتجارة الحاويات أو إنتاج الوقود النظيف.
وأضاف السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول سبل تطوير التعاون بين الجانبين، وفرص تعزيز استثمارات الشركة في مصر، بما يحقق المصلحة المتبادلة.
كما شارك الرئيس السيسي في العشاء الرسمي الذي دعا إليه ملك الدنمارك على شرف الرئيس وفيما يلي نص كلمة الرئيس خلال العشاء الرسمي:
اسمحوا لى أن أعبر لكم، عن خالص الشكر والعرفان، على الاستقبال الرفيع والضيافة المميزة، منذ لحظة وصولى إلى مملكة الدنمارك الصديقة.. فى أول زيارة لرئيس مصرى إلى هذا البلد العريق.
كما أغتنم هذه الفرصة، لأقدم أطيب التمنيات لجلالة الملكة مارجريت الثانية، بدوام الصحة والسلامة .. وأتمنى لكم جميعاً، عيد ميلاد مجيد.. وللعالم بأسرة، عاماً جديداً سعيداً.
إن الأهداف المشتركة التى تجمعنا اليوم، تمثل جسراً مهماً، للتواصل والحوار بين بلدينا الصديقين .. وهي فرصة ثمينة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، وصولاً إلى الآفاق الإستراتيجية التي نصبو إليها.
وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البشرية، يتعين علينا تحمل مسئولية مشتركة، في نشر قيم ومبادئ العدالة والسلام، والمساواة والتسامح والاحترام المتبادل بين الأمم والثقافات، ونبذ الحروب والعنف والكراهية.
وقد كان من الطبيعي، أن تكون مملكة الدنمارك، هي المحطة الأولى فى جولتي في شمال أوروبا ..تماماً كما اختارت الدنمارك مصر، لتكون مدخلها إلى القارة الإفريقية .. وذلك في إطار إستراتيجيتها للتعاون مع الدول الإفريقية.
ولا شك أن زيارتي إلى الدنمارك، تأتى فى وقت تشهد فيه علاقاتنا الثنائية، نموا ملحوظا فى مجالات التعاون المتعددة .. فضلاً عن التنسيق المستمر، بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ونتطلع إلى أن يتوج ذلك بالتوقيع غدا، على إعلان يرفع مستوى العلاقات، إلى الشراكة الإستراتيجية.
إن إطلاق مجلس الأعمال "المصرى - الدنماركى" اليوم، والتوافق الذى ساد محادثاتى مع جلالتكم، ومع الرؤساء التنفيذيين، لأكبر الشركات الدنماركية العاملة فى مصر.. يعكس قناعة راسخة، بأهمية مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية، وبالأخص فى المجال الاقتصادى والاستثمارى، فى ظل الإمكانيات والفرص الهائلة المتاحة، لدى مصر والدنمارك.
وإننى على ثقة، من أن الروح التى سادت اجتماعاتنا اليوم، ستستمر فى محادثاتى المرتقبة غداً، مع السيدة رئيسة الوزراء، ومع رئيس البرلمان.. مما يؤكد التزام بلدينا، بتعزيز علاقاتهما الثنائية، كشركاء إستراتيجيين.
أعلم يقينا أنكما من محبى الثقافة المصرية.. لذلك فإنه لمن دواعى سرورى، أن أدعوكم لزيارة مصر، لنحتفل معا بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. أكبر متحف مخصص لواحدة من أقدم الحضارات فى التاريخ، وهى الحضارة المصرية.
وفى ختام كلمتى، يسرنى أن أعبر لكم، عن أصدق التمنيات بدوام الخير والأمن والسلام والتنمية، لشعب الدنمارك الصديق.
كما أود أن أكرر شكرى وتقديرى على كرم ضيافتكم وحسن استضافتكم وأؤكد على تطلعى، لاستقبال جلالتكم وجلالة الملكة، فى مصر فى المستقبل القريب .. لنواصل جهودنا من أجل تعميق أواصر التعاون، والتنسيق بين بلدينا الصديقين.
كما التقى الرئيس السيسي،سورين جاد يانسن رئيس البرلمان الدنماركي،وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن رئيس البرلمان الدنماركي رحب بالرئيس، مشيداً بالعلاقات بين البلدين الصديقين، ومؤكداً اهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع مصر لما لها من ثقل على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى أن الرئيس قد اعرب عن تقديره لحفاوة استقبال الجانب الدنماركي، مؤكداً حرص مصر على مزيد من الارتقاء بكافة أوجه التعاون الثنائي مع الدنمارك، بما في ذلك العلاقات البرلمانية، لاسيما مع قيام البلدين بترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، ومشيراً إلى أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين بما يعكس المستوي قوة وعمق العلاقات بين مصر والدنمارك، خاصةً في ضوء الدور الهام الذي تلعبه البرلمانات في تعزيز العلاقات الثنائية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض جهود التنمية التي تقوم بها مصر، وفرص التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إلى جانب التباحث حول التطورات الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وقد قام الرئيس في ختام زيارته للبرلمان الدنماركي بالتوقيع في سجل زيارات كبار الشخصيات، متمنياً للدنمارك وقياداتها وشعبها دوام التقدم والازدهار.
كما التقى الرئيس السيسي بالسيدة "ميتا فريدريكسن"، رئيسة وزراء الدنمارك، وقد عقد الجانبان جلسة مباحثات بمشاركة وفدي البلدين، كما قاما بالتوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية بين مصر والدنمارك، وشهدا التوقيع على مذكرات تفاهم بين البلدين في عدد من المجالات.
وقد عقد الجانبان مؤتمراً صحفياً تناول نتائج المباحثات بين الرئيس ورئيسة وزراء الدنمارك
وفيما يلي نص كلمة الرئيس خلال المؤتمر الصحفي:
أود فى البداية، أن أعرب عن سعادتي البالغة.. بالتواجد في هذه المدينة التاريخية الجميلة " كوبنهاجن" .. التي تمثل أولى محطاتي.. في جولتي إلى دول شمال أوروبا.. في أول زيارة من نوعها.. منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.. في الأول من يونيو عام 1922.
ولا يفوتني، أن أشيد بما لمسته من استقبال حافل وضيافة كريمة.. منذ وصولى إلى أرض مملكة الدنمارك ..والتى تعكس أصالة هذه الدولة المتحضرة.. كما تؤكد الرغبة الصادقة في تعزيز الشراكة بين بلدينا.. والتعاون المثمر بينهما، على أساس مشترك من الاحترام والتفاهم المتبادلين.. لتحقيق المنفعة المتبادلة.
لقد شهد لقائي مع فخامة رئيسة الوزراء.. والمباحثات الموسعة بحضور الوفدين..تفاهماً مشتركاً للارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات: السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية .. على النحو الذي تبلور في التوقيع على الإعلان المشترك، لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.. وإطلاق مجلس الأعمال المصري - الدنماركى .. وكذلك التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم
لقد اتفقت وفخامة رئيسة الوزراء.. على أهمية تنفيذ محاور الإعلان المشترك.. الذى سيسهم في دفع كافة أطر التعاون بين البلدين فى جميع المجالات، وعلى رأسها: النقل البحرى، والطاقة والتحول الأخضر، والصحة والبحث العلمى، والاستثمار والزراعة والسياحة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، ومكافحة الفقر والتصحر.
وأغتنم هذه الفرصة، لكى أعرب عن تقديرى.. لتفهم ودعم الدنمارك لمصر، للحفاظ على أمنها المائى .. بما يمثله من أولوية وجودية.. فى ضوء الندرة المائية الشديدة، التى تعانى منها مصر.
لقد كانت القضايا الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك.. حاضرة بقوة خلال مباحثاتنا اليوم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية .. حيث استعرضت الجهود المصرية الحثيثة.. للوقف الفوري للحرب في قطاع غزة .. وأكدت على أهمية تضافر الجهود.. لمنع انزلاق المنطقة لمواجهة إقليمية واسعة النطاق.. وأهمية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.. على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها "القدس الشرقية".. باعتبارها حجر الزاوية، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما تطرقنا إلى الوضع الإنسانى الكارثى، فى قطاع غزة.. وأكدنا ضرورة النفاذ الكامل والآمن والمستدام، للمساعدات الإنسانية، دون شروط أو عراقيل .. واستعرضت الجهود المصرية المبذولة في هذا الصدد.. وآخرها المؤتمر الوزارى الذى عقد بالقاهرة يوم 2 ديسمبر الجارى.. بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، لحشد الاستجابة الإنسانية للفلسطينيين فى قطاع غزة.
تناولنا أيضا الوضع في لبنان.. حيث رحبنا بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى لبنان.. وأكدنا أهمية أن ينعكس ذلك، على بدء مرحلة وقف التصعيد فى المنطقة .. من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم "1701"..
وتمكين الجيش اللبنانى، من بسط سيطرته على كامل الأراضى اللبنانية.
وشهدت مباحثاتنا أيضا، استعراض التطورات الأخيرة، المرتبطة بالوضع فى كل من سوريا والسودان، وأمن البحر الأحمر، والأزمة الأوكرانية .. حيث كان هناك توافق فى الرؤى.. على ضرورة بذل كافة الجهود.. لإيجاد حلول دبلوماسية لكافة هذه الأزمات.. وضرورة احترام سيادة الدول ومؤسساتها وأجهزتها الرسمية.. ومكافحة الإرهاب بها.
مرة أخرى، أتوجه إليكم بخالص الشكر.. على دعوتى لزيارة مملكة الدنمارك الصديقة .. وأتطلع للترحيب بكم فى مصر.. بما يسهم فى توطيد أواصر الصداقة الممتدة، التى تجمع شعبينا وبلدينا
كما أقام الرئيس السيسي، مأدبة عشاء على شرف جلالة الملك "فريدريك" العاشر ملك الدنمارك والملكة "ماري"، وذلك في ختام زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس إلى الدنمارك، في إطار جولة الرئيس الأوروبية وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الرئيس خلال الحدث:
اسمحوا لي في البداية، أن أرحب بكم مجدداً في هذه المأدبة، التي تمثل رسالة تقدير وامتنان لمملكة الدنمارك، ولجلالة الملك، وجلالة الملكة، ودولة رئيسة الوزراء ورئيس البرلمان، ولكافّة المسئولين والأصدقاء ببلدكم الصديق، وذلك لما لاقيته من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منذ وصولي إلى الدنمارك، مما يعكس عمق العلاقات بين بلدينا.
إنني أعتز بوجودي بينكم اليوم، بما يعكس روح الصداقة والتعاون والمحبة التي تجمعنا، ورغبتنا الحقيقية في تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية بين بلدينا، القائمة على الاحترام المتبادل والصداقة الحقيقية.
لقد شهدت لقاءاتي مع جلالة الملك، ودولة رئيسة الوزراء، ورئيس البرلمان، توافقاً في الرؤى حول أهمية تعميق العلاقات المصرية الدنماركية على كافة الأصعدة.
ولقد وقعتُ ودولة رئيسة الوزراء اعلانًا مشتركا لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وشهدتُ وجلالة الملك افتتاح مؤتمر اقتصادي تم خلاله إطلاق مجلس الأعمال المصري الدنماركي، كما تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم للتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
كما أكدت مناقشاتنا أيضاً حرصنا المتبادل على التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية، من أجل تحقيق هدفنا المشترك بإرساء الأمن والسلام الإقليميين والدوليين وتحقيق الرخاء لشعبينا وشعوب العالم أجمع.
مرة أخرى اكرر خالص شكري على كرم الضيافة الذي لقيته في بلدكم الكريم، وأتقدم بأصدق التمنيات بكل الخير والأمن والسلام للشعب الدنماركي، وأؤكد تطلعي لاستقبال جلالة الملك وجلالة الملكة ودولة رئيسة الوزراء ورئيس البرلمان في مصر في المُستقبل القريب، لمواصلة جهودنا من أجل تعميق أوجه التعاون والتنسيق بين بلدينا
لقد سعدتُ بهذه الزيارة وسأتذكر دائماً ما شاهدته من حضارة ورقي في شعبكم وبلدكم، صاحبة التاريخ العريق والثقافة الثرية.
0 تعليق