تكريم عمر عزيمان.. رجل دولة بامتياز

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد مقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالرباط، قبل أيام، حفل تكريم المستشار الملكي والرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، عمر عزيمان. المناسبة جمعت شخصيات بارزة من عالم الفكر والسياسة والثقافة، في احتفاء مستحق بمسيرة رجل دولة ساهم بعمق في مسار التحديث والانفتاح بالمغرب.

قائد مرحلة العدالة الانتقالية

في كلمة لها، أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، أن قيادة عزيمان للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان جاءت في مرحلة حساسة تزامنت مع إطلاق مشروع العدالة الانتقالية، الذي يعد نموذجاً عالمياً في الإنصاف والمصالحة وجبر الأضرار.

وأشارت إلى أن عزيمان كان من بين الشخصيات الفاعلة في حركة حقوق الإنسان بالمغرب، سواء كمؤسس أو كفاعل ملتزم من مواقع المسؤولية المتعددة. وأضافت أن بصمته القيادية ساهمت في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز استمرارية البناء المؤسساتي، مما أتاح للرؤساء المتعاقبين على المجلس مواصلة مسار التوطيد والإصلاح.

وتطرقت بوعياش إلى الخصال الإنسانية لعزيمان، واصفة إياه بالساعي لتحقيق التوافق والإجماع في مختلف المحطات، مشيرة إلى أن إسهاماته في المجال الحقوقي تعد علامة فارقة في مسار بناء مغرب الحداثة.

رجل الدولة بامتياز

من جانبه، وصف وزير العدل السابق، محمد بنعبد القادر، عمر عزيمان برجل الدولة بامتياز، مؤكداً أن شخصيات من هذا الطراز نادرة في المشهد العام. وأشار إلى أن تعيينه وزيراً منتدباً مكلفاً بحقوق الإنسان في عام 1993، خلال عهد الملك الراحل الحسن الثاني، عكس إرادة ملكية واضحة لإطلاق دينامية جديدة لحقوق الإنسان، حيث كان عزيمان الخيار الأمثل لهذه المرحلة التأسيسية.

وأكد بنعبد القادر أن عزيمان كان حاضراً في أبرز المحطات الحقوقية بالمغرب، بدءاً من تأسيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان مع نخبة من النشطاء، إلى دوره البارز في هيئة الإنصاف والمصالحة. وأضاف أن عزيمان يتميز بأسلوب فريد في التعامل مع القضايا الوطنية، حيث يجمع بين فهم عميق للتوجيهات الملكية وحس تاريخي يضع المصالح العليا للوطن فوق كل اعتبار.

وأشار إلى أن شخصية عزيمان تجمع بين قوة الحضور وهدوء الرصين، وهو دقيق في أقواله وأنيق في أفعاله، يضع دائماً نصب عينيه تحقيق الأهداف الكبرى دون السعي وراء مكاسب شخصية.

مثقف ملتزم ومسار حافل

الكاتب عبد القادر الشاوي، الذي ساهم في إعداد الكتاب التكريمي، وصف عزيمان بالمثقف الملتزم والباحث المقتدر، مشيراً إلى أن الاحتفاء به يأتي بالتزامن مع مرور عشرين عاماً على تجربة الإنصاف والمصالحة، التي شكلت محطة محورية في تاريخ حقوق الإنسان بالمغرب.

وأضاف أن عزيمان قاد باقتدار مجموعة من المسؤوليات الكبرى، من حقوق الإنسان إلى العدل والتعليم والجهوية، مما جعله شخصية مركزية في التحولات الكبرى التي شهدها المغرب.

في كلمة عبرت عن عاطفة وامتنان، وصف عمر عزيمان الكتاب المهدى إليه بأنه شريط حياة جمعه أقلام أصدقاء ورفاق درب، مشيراً إلى التنوع الذي يجمع خيطاً واحداً من الصداقة والمودة والوفاء.

واختتم الحفل بتسليم نسخة من الكتاب، الذي يضم شهادات مؤثرة في حق عزيمان، ويؤرخ لمسيرة مليئة بالعطاء والالتزام، وسط أجواء احتفالية تضمنت فقرات موسيقية أضافت لمسة خاصة لهذه المناسبة المميزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق