مزور يَبسط "وصفة نجاح" التحول الصناعي.. الاستقرار وبُعد النظر والتفاني

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

متدخلا ضمن فعاليات مائدة مستديرة رفيعة المستوى حول “تطوير تدفقات استثمارية جديدة في إفريقيا” انتظمت حسب أجندة “منتدى إفريقيا للاستثمار 2024” في دورة خامسة تحتضنها الرباط، أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن “نجاح التجربة المغربية في مجال التصنيع هي نتاج تحول الاقتصاد الوطني والاهتمام بالقطاعات الاستراتيجية، مثل الصناعات الغذائية، وصناعة السيارات، وصناعة الطيران والطاقات المتجددة لدعم التنمية الصناعية المستدامة”.

مزور الذي كان يتحدث في حضرة مستثمرين ومسؤولين حكوميين وفاعلين خواص من مختلف أنحاء إفريقيا والعالم، مساء الأربعاء، شدد على “ثلاثية” أضلاعها “الاستقرار السياسي، والرؤية طويلة الأمد، والتفاني/الجدية في المشاريع”، باعتبارها كلمات السر لوصفة نجاح التجربة الصناعية المغربية، التي بـدا فخورا وهو يسردها من منصة المنتدى الذي تستضيفه المملكة للعام الثاني تواليا، بعد دورة السنة الماضية في مراكش.

“نحن لا نغير سياساتنا مع الحكومات بشكل هيكلي ودراماتيكي. لدينا رؤى لمدة 20 أو 30 سنة في المغرب. ونعمل الآن بالفعل على رؤية لعام 2035″، يورد المسؤول الحكومي شارحا، قبل أن يفصل: “كلنا نعرف ما يحدث مع نمو الديموغرافيا ونعلم جميعا ما ستكون عليه التركيبة السكانية في غضون 5 أو 10 أو 20 عاما في القارة. كلنا نعرف ذلك أيضا في المغرب. وكان علينا أن نستعد بكثافة وتفان لنكون قادرين على الحفاظ على التنمية والحفاظ على القدرة الاجتماعية أو تطويرها لتصير محركا لهذه التنمية”.

وضرب وزير الصناعة والتجارة المغربي المثال بـ”قصة نجاح” صناعة السيارات في المملكة، مشددا في جوابه عن أسئلة مسيرة الجلسة على أنها “شهدت توسعا سريعا بفضل شراكات رئيسية مع شركات عالمية كبرى ومبادرات محلية تهدف إلى دمج الموردين المغاربة في سلاسل وقيم الإنتاج”، خالصا إلى أن “هذا ما جعلنا اليوم أحد أكبر مصدري السيارات في إفريقيا، عبر طاقة إنتاجية سنوية تبلغ 700 ألف سيارة، ونطمح لمضاعفة هذه القدرة خلال السنوات المقبلة لتقارب 2 مليون سيارة بحلول 2030. كما لدينا الانتقال إلى السيارات الكهربائية ونقوم ببناء سلسلة القيمة الكاملة الخاصة بها”.

وفق المتحدث، فإن نجاح صناعة السيارات، التي اعتلت في السنوات الأخيرة هرم الصادرات المغربية ورفعت الميزان التجاري مع الخارج، يتأسس على “معالم رؤية واضحة، وبنية تحتية حديثة، ومناخ أعمال ملائم”.
منتقلا إلى سلسلة القيمة الخاصة بصناعة الطيران، فسر مزور للحضور أن “المغرب رسخ مكانته باعتباره قطبا إقليميا من خلال استقطاب العديد من الاستثمارات في تصنيع قطع الغيار وتجميع الطائرات”، مع استفادته المستمرة من “قوة عاملة مؤهلة وبيئة داعمة للبحث والتطوير”.

دعم المملكة لدينامية “النمو الصناعي” لم يأت اعتباطا، بحسب الوزير الذي استدل في مداخلته باستثمارات ضخمة في البنيات التحتية اللوجستية، على غرار ميناء طنجة المتوسط (من أكبر موانئ النقل والحاويات في إفريقيا وحوض المتوسط)، ثم مشروعيْ ميناء الداخلة الأطلسي وميناء الناظور غرب المتوسط (الجارييْن حاليا)، معتبرا أن هذه المبادرات “ساهمت في تقليل تكاليف اللوجستيك وتسهيل حركة تصدير المنتجات المغربية، إلى جانب تقوية جاذبية المملكة، بفضل تطوير المناطق الاقتصادية الخاصة التي تمثل محركات حقيقية لتعزيز تنافسية الصناعة الوطنية”.

متغيرات التجارة الدولية

في شق التجارة، خاصة تحولاتها الخارجية والعالمية المؤثرة، رد مزور على سؤال مسيرة النقاش: “ألسْت قلقا من الحروب التجارية، أعتقد أنها يمكن أن تجلب الفرص أيضا؟”، بالقول: “نحن نعيش حروبا تجارية منذ 20 عاما، ذلك ما يدفعنا لتعديل سياساتنا وفقا لهذه الحروب التجارية وتطوراتها”.

وزاد شارحا في هذا الشأن: “نحن بصدد ترك تحول في الإنتاج الذي عشناه منذ 20 عاما، سواء في آسيا وحتى بالمغرب (…) ونقوم بتعديل أنفسنا والتأقلم باستمرار للاستفادة القصوى مما يحدث في العالم”.

ولفت إلى أن “اقتصاد المغرب مستعد لمقاومة أي رياح تجارية عالمية معاكسة (في إشارة إلى القيود التصديرية بين القوى الكبرى)، قبل الاستدراك: “نحن مستعدون للمقاومة، لكننا لم نعد في هذا الموقف بعد الآن. نريد أن نستفيد من أي تغيير وحركة قد تطرأ”.

يشار إلى أن منتدى “Africa Investment Forum 2024” يلتئم على مدار ثلاثة أيام تحت شعار “الاستفادة من شراكات مبتكرة للارتقاء وتوسيع نطاقها”، ويسعى ليكون “منصة لا محيد عنها لفتح الطريق أمام استثمارات استراتيجية تدعم التحول الاقتصادي في إفريقيا، كما يوفر ولوجا مباشرا إلى فرص معاملات عبر القارة”، حسب منظميه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق