احتدام المعارك في حلب وحماة.. والجيش السوري يتوعد بالقضاء على الإرهاب

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد المهندس محمد الجلالي، رئيس مجلس الوزراء السوري، أن بلاده تعمل على توفير كل مقومات ومتطلبات المعركة ضد الإرهاب وداعميه، وذلك تعليقًا منه على التطورات الميدانية الجديدة الخاصة بإحراز التنظيمات الإرهابية تقدما عسكريا في معارك إدلب وحلب وحماة.
وقال الجلالي، في اجتماع لمجلس الوزراء اليوم، نقلا عن وكالة الأنباء السورية، إن الشعب السوري سيستمر في الوقوف خلف رجال الجيش والقوات المسلحة حتى تحرير كل شبر دنسه الإرهاب، موضحًا أن الظروف الاستثنائية تتطلب اتخاذ إجراءات استثنائية لمواجهة ما يحاول الإرهاب فرضه.
وأكد مجلس الوزراء أنه ناقش تداعيات الوضع في حلب ومحيطها جراء اعتداءات المجموعات الإرهابية، مؤكدا أن قوى العدوان والإرهاب لن تستطيع كسر إرادة الشعب السوري المؤمن بوطنه ومبادئه.
وأحرزت ميليشيا هيئة تحرير الشام الإرهابية (جبهة النصرة سابقا) والفصائل المسلحة الموالية لها في منطقة إدلب، تقدما سريعًا بالسيطرة على قلب مدينة حلب السورية، وسط معارك طاحنة أمام الجيش السوري والقوى الداعمة له في إدلب وحماة وحلب، فرض فيها الجيش السوري مؤخرا طوقا أمنيا حول حماة، مؤكدا أنه يشن ضربات ضد تجمعات المسلحين الإرهابيين.
وتضم إدلب والمنطقة المحيطة بها نشاطًا لعدد من التنظيمات المسلحة التي تشارك في المعارك الدائرة ضد الجيش السوري، تقودها مليشيا هيئة تحرير الشام.
وفي وقت سابق، وقبل اشتعال المعارك ضد النظام السوري، وقعت هذه الفصائل الإرهابية في القتال الداخلي فيما بينها نظرا للخلافات الداخلية بينها، لكنها في الآونة الأخيرة وجدت فرصها لاستعادة تأثيرها في الهجوم على مناطق سيطرة النظام السوري، للسيطرة على مدينة حلب والطرق المهمة بالمنطقة، وذلك استغلالا للتغيرات العسكرية في المنطقة، وخاصة المواجهات التي دارت بين حزب الله اللبناني ودولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث سحب الحزب عناصره وأخلى الكثير من مواقع تمركزه الداعمة للجيش السوري، ما أثار شهية عدد من الفصائل الإرهابية لشن هجوم ضخم على النظام السوري. تستعرض "البوابة" خريطة التنظيمات الإرهابية المشاركة في معارك إدلب وحلب وحماة ضد الجيش السوري، مع عرض لأبرز الخلافات التي خلقت اشتباكات داخلية بينها في الفترة السابقة.


هيئة تحرير الشام

مليشيا هيئة تحرير الشام الإرهابية (جبهة النصرة سابقا)، وكانت في بدياتها تابعة لتنظيم القاعدة، حينما أعلن زعيمها أبو محمد الجولاني مبايعة أيمن الظواهري في العام 2013 ردا على إعلان زعيم تنظيم داعش الإرهابي الذي ادعى اندماج جبهة النصرة مع تنظيمه (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام)
وفي العام 2016 عادت الجبهة الإرهابية إلى الواجهة بعدما غيرت اسمها إلى "هيئة تحرير الشام" وأعلنت انفصالها عن تنظيم القاعدة، وكانت تسمت أيضا باسم "فتح الشام".
ويبدو أنها اتجهت لهذه التغيرات بهدف محو تاريخها الإرهابي والعنيف، وإعطاء صورتها بريقا جديدا يتلاءم مع وصفها تضليلا بـ"المعارضة"
بعد هزائمها المتتالية أمام الجيش السوري والقوى الحليفة له من روسيا وإيران، وانسحبت بدورها إلى منطقة إدلب، وشكلت مجلسا عسكريا يضم عدد من الفصائل المسلحة الموالية لها مثل فتح الشام، لواء الحق، أنصار الدين، وجيش السنة، إضافة إلى فصائل مثل الجيش الحر وصقور الشام.
وضربت الانقسامات الداخلية صفوف الفصائل المنضوية تحت راية "تحرير الشام"، ووجهت اتهامات لبعضها البعض، مثل اتهامات تنظيم حراس للهيئة بالخيانة والعمالة.

تنظيم حراس الدين

هو تنظيم فرعي تابع لتنظيم القاعدة، يتواجد في إدلب،  سبق وأن وجه، في أغسطس 2023، اتهامات بالخيانة والعمالية لخلية بقيادة أبو مارية القحطاني (قتل في تفجير بمقر إقامته منسوب لعناصر تنظيم داعش) وهو الذراع اليمنى لزعيم "تحرير الشام" أبو محمد الجولاني.
وطالب "حراس الدين" بفتح التحقيق مع الخلية المتهمة بالعمالة لصالح قوات التحالف الدولي ولصالح القوات الروسية، وألقت "تحرير الشام" القبض على العناصر المتهمة وفرضت على أهالي المنطقة حظرا لمنع نشر أو تداول أي معلومات عن الخلية الموقوفة.
ونقلا عن المرصد السوري، فقد أصدر تنظيم الحراس بيانا بعنوان "نحن أولياء الدم" طالب خلاله هيئة تحرير الشام بإنشاء لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق مع الموقوفين لدى الهيئة بخصوص مقتل قيادات من صفوفها. وجاء في البيان: "بعد التطورات الأخيرة في الساحة الشامية التي أدت إلى اكتشاف جهات عميلة للتحالف الصهيوصليبي وغيرهم من أعداء الإسلام في بلاد الشام: فإننا نطالب بتحقيق مستقل يشرف عليه خيرة مجاهدي الشام، وقضاء مستقل يقوم به خيرة القضاة من أهل الشام بحق هؤلاء الجواسيس والعملاء القابعين في سجون الفئة التي تدعي سيطرتها على المناطق المحررة".
وفي أغسطس 2024، استهدفت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن أحد قيادات "حراس الدين" بضربة جوية وهو المدعو أبو عبدالرحمن المكي، وكان التحالف الدولي قد سبق وأن استهدف عددا من قيادات التنظيم في إدلب، مثل "أبو حمزة اليمني"، و"أبو البراء التونسي"، حيث تحاول هذه الضربات إضعاف التنظيم لمنع أي فرصة لتوحش تنظيم القاعدة في سوريا.

 

الجبهة الشامية

تساند التنظيمات المسلحة المنضوية تحت راية ما تعرف بـ"الجبهة الشامية" مليشيا الهيئة في معاركها في إدلب وحلب وحماة ضد الجيش السوري والقوات الموالية له. 
وتضم الجبهة فصائل موالية لها مثل: جيش المجاهدين، ولواء التوحيد، وجبهة الأصالة والتنمية، وأحرار الشام.
في أكتوبر الماضي، وبحسب بيان للمرصد السوري، فقد دارت اشتباكات عنيفة بين الجبهة الشامية ولواء صقور الشمال من جهة، والقوة المشتركة والسلطان مراد (المعروفة بالعمشات) من جهة أخرى، في قرى كفرجنة وقطمة في ناحية شران في ريف عفرين. ونتيجة الاشتباكات بين الجبهة الشامية والقوة المشتركة انقطع طريق إعزاز-عفرين، وسط استنفار للقوات التركية المتمركزة في قاعدتي كفرجنة والغزاوية.

 

العمشات والحمزات

وتساند التنظيمات المسلحة المعروفة باسم العمشات وأخرى باسم الحمزات، ومنهما تشكلت "القوة المشتركة"، وهو تشكيل عسكري رئيسي في شمال سوريا، يساند في المعارك الدائرة ضد الجيش السوري والقوات الموالية لها.

ومنذ انحسار تمدد التنظيمات المسلحة الإرهابية أمام انتصارات الجيش السوري، وتراجعها إلى مدينة إدلب دخلت في دوامة الخلافات الداخلية فيما بينها، إحدى هذه الخلافات التي تصل دائما إلى الاقتتال والاشتباكات المسلحة وحرب الشوارع فيما بينها، هو اختلافها على العائدات المالية من عمليات تهريب البشر عبر الحدود، أو بيع النفط، أو احتكار المواد الغذائية.
في مارس من العام 2022، دارات الخلافات بين فصائل تسمى: "فرقة الحمزة، الفرقة 20، السلطان مراد، لواء شهداء بدر" المنضوين ضمن ما يسمى "الجيش الوطني".
ووفقا لبيان صادرعن المرصد السوري في وقت سابق، فإن خلافًا داخليًا بين مجموعات تابعة لـ"فرقة الحمزة"، حيث قُتل عنصر من الفرقة برصاص عناصر آخرين من ذات الفصيل على حاجز العزيزية في مدينة رأس العين.
وتابع المرصد أن المعلومات لديه تفيد بأن سبب الخلافات يعود إلى تقاسم النفوذ والإتاوات من طرق لتهريب البشر إلى تركيا وتهريب المحروقات والمواد الغذائية من وإلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وتعمد قادة الفصائل من إنقاص كمية الدعم اللوجستي والعسكري والأغذية والرواتب عن بعض المجموعات على حساب أخرى بقصد الضغط عليها للانضمام لفصائل ومجموعات تتلقى أكثر من غيرها هذا الدعم.
وهكذا فإن التنظيمات الإرهابية التي عانت من توترات داخلية فيما بينها، وعانت تحديدا مليشيا "تحرير الشام" من مظاهرات استمرت لشهور من المواطنين ضد زعيمها "الجولاني" بسبب الممارسات القمعية التي تمارسها المليشيا الإرهابية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق