قال مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشّرق وعضو المجلس العلمي الأعلى، إن “علماء الدين المغاربة لا يخشون فتح النقاش مع فئات جديدة”، داعيا إلى “تأسيس علم دعوة مبني على منهج جديد”، محذرا من “تعالي بعض العلماء على بقية المجتمع”.
وأضاف بنحمزة، في مداخلته تحت عنوان “الإصلاح في المغرب الحديث.. حضور العلماء وإسهاماتهم الوطنية (العلماء العضويون)” ضمن ندوة نظمها المجلس العلمي الأعلى، أن “الناس عموما والعلماء يجب أن يلتقوا وألا يكتفوا بالمعرفة عن بُعد”، لافتا الانتباه إلى أن “مثال ذلك أن الجامعات التي تحترم نفسها لا تقبل أن يكتفي الطالب بالتعلم عن بُعد؛ بل أن ينزل إلى الميدان ويشارك في المناقشات حتى يكون مكتمل العدة”.
وتابع رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشّرق: “العلماء في بلادنا ما يزالون بعيدين في تكوينهم عن الانفتاح على جميع العلوم”، مضيفا: “العالم الذي يقرأ فقط الكتب يسمى حافظا فقط وليس مجتهدا”.
وشدد عضو المجلس العلمي الأعلى على أن “عالم الدين المجتهد هو الذي ينفتح على العلوم الجديدة، ويجعلها حالا من أحواله”، مستدلا بقول المفكر شكيب أرسلان إن “العالم عند المالكية هو الذي يعرف حاجات قومه”.
وحذر الفقيه بنحمزة من ظاهرة “افتخار بعض العلماء باكتسابهم العلم، وجعلهم من غير دارين بشيء”، مردفا: “هذا الازدراء يضع فجوة بين العلماء والمجتمع”.
وفي هذا الصدد، أكد المتحدث أن “العلم الذي لدى العلماء هو فضل من الله؛ لكن من العيب دعوة الذي لم يحصل على هذا العلم بـ’القبان’، بل يجب تعليمه وتزويده به”.
واستدرك رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشّرق: “العلماء نجحوا في شق بالانخراط مع المجتمع، خاصة عبر وظيفة التصحيح”، مشيرا إلى أن “علماء الدين المغاربة القدامى كانت لهم القدرة الفائقة في تحليل النصوص”.
وفي موضوع آخر حول “إمارة المؤمنين والثوابت الدينية.. العرى الوثيقة لخصوصية الإصلاح المغربي وفرصه السانحة”، قال اليزيد الراضي، رئيس المجلس الجهوي لجهة سوس-ماسة، إن “المغاربة، منذ أن رضوا بالله ربًّا وبالإسلام دينا، أدركوا بجانب البشرية جمعاء أنهم في حاجة إلى من يتعهدها بالإصلاح؛ لأنهم يتجددون ويتطورون باستمرار”.
وأضاف رئيس المجلس الجهوي لجهة سوس-ماسة أن “عدم وجود هذا الإصلاح سيجعل البشرية تفسد، وسيستعصي شفاؤها”، مبينا أن “المغاربة ليسوا بعيدين عن ذلك، حيث أدركوا أن الدين وإن كان ثابتا، فإنه يتجدد ويتطور في وسائل تطبيقه وآليات تنزيله”.
وتابع الراضي أن المغاربة، من خلال إدراكهم لأهمية الإصلاح، جعلهم ذلك تاريخيا يهتمون به، ويتجلى ذلك في “الإصلاح المغربي اللطيف الذي يتحاشى العنف والضوضاء، ويتوخى الحفاظ على الوحدة الدينية والوطنية”.
وشدد الراضي على أن “الإصلاح المغربي يتقيد بالضوابط الشرعية باعتبارها خطوطا حمراء، اقتناعا بأن من مخالفة الشرع إفساد لا إصلاح”.
0 تعليق