كتب: محمد مرزوق
أعلن المحامي بالنقض والقيادي الوفدي البارز وأمين لجنة حزب الوفد بجنوب محافظة بورسعيد، محمد دسوقي عمارة، اليوم الاثنين، استقالته من الحزب.
جاءت هذه الاستقالة اعتراضًا على ما وصفه بـ”السياسات الأحادية والإجراءات التعسفية” التي يمارسها رئيس الحزب الدكتور عبد السند يمامة، وذلك بعد يوم واحد فقط من إصدار القرار رقم (1) لسنة 2025، الذي قضى بفصل الدكتور السيد البدوي شحاته، أحد أبرز رموز الحزب، من الحزب وكافة تشكيلاته، ويأتي ذلك في خطوة مفاجئة ألقت بظلالها على المشهد السياسي داخل حزب الوفد.
وعبر صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك”، وجه المحامي محمد دسوقي عمارة رسالة صريحة لرئيس الحزب معلنًا استقالته، جاء فيها: “السيد الأستاذ رئيس حزب الوفد، تحية طيبة وبعد.. أتقدم باستقالتي من حزب الوفد العريق، متمنيًا له كل تقدم وازدهار في الحياة السياسية كما عود الشعب المصري على مر العصور. أشكر جميع زملائي على مدار 12 عامًا قضيتها تحت راية الوفد، وأعتذر عن الاستمرار بسبب ما يقوم به السيد يمامة من تفريغ الحزب من قياداته الوطنية المحبة لهذا الكيان. آخر تلك الخطوات فصل الدكتور السيد البدوي، الذي يمثل شخصية وطنية ورمزًا من رموز الحزب. لم يكن هذا القرار الأول، فقد سبقه قرارات بفصل عدد من القيادات، مما يعكس تصميمًا على إدارة الحزب من منظور ضيق يهدد مستقبله السياسي”.
وفي تصريح خاص لموقع “الحرية”، أوضح “عمارة”، أنه لا يستطيع الصمت أمام ما وصفه بـ”التدهور الداخلي الذي يتسبب فيه رئيس الحزب”، وأن قرار فصل الدكتور السيد البدوي الذي يعد أحد الرموز التاريخية للحزب، يعد تصعيدًا جديدًا للأزمة الداخلية التي تعصف بحزب الوفد منذ أشهر، كما أنه بمثابة الشرارة التي فجرت موجة من الغضب بين قيادات وأعضاء الحزب في عدة محافظات.
وأضاف أن استمرار القرارات المثيرة الجدل داخل حزب الوفد قد تؤدي إلى عزلة الحزب سياسيًا وتراجع دوره في الحياة العامة.
بعد فصل السيد البدوي.. انقسامات حادة داخل الهيئة العليا للوفد
من جهة أخرى، صرحت مصادر مقربة من الحزب بأن هناك انقسامات حادة داخل الهيئة العليا للوفد، مع تزايد الدعوات لعقد اجتماع طارئ لإعادة النظر في القرارات الأخيرة التي اتخذها الدكتور عبد السند يمامة.
وذكرت مصادر داخلية، أن القرارات التي اتخذها عبد السند يمامة منذ توليه رئاسة الحزب كانت مثار جدل كبير، إذ شملت تغييرات جذرية في الهيكل التنظيمي وإقصاء قيادات ذات خبرة سياسية طويلة.
وشهد حزب الوفد خلال العام الماضي استقالات متتالية طالت أكثر من 15 قياديًا بارزًا، فضلًا عن خسارة الحزب ما يزيد عن 20% من قواعده الشعبية في بعض المحافظات الرئيسية، ومنها بورسعيد.