
تحل اليوم الذكرى الـ126 لاعتراف بريطانيا بسيطرة الولايات المتحدة على نصف الكرة الغربي، وهو الحدث الذي كرس النفوذ الأمريكي في المنطقة وجعل من مبدأ مونرو سياسة واقعية تنفذ على الأرض، مما مهد الطريق أمام صعود الولايات المتحدة كقوة عالمية منافسة للإمبراطوريات الأوروبية الكبرى.
من صراع داخلي إلى قوة عالمية
خرجت الولايات المتحدة من الحرب الأهلية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وهي تواجه تحديات سياسية واقتصادية ضخمة، لكن سرعان ما بدأت في ترسيخ نفوذها خارج حدودها، مستفيدة من الظروف الدولية والتوسع العسكري والاقتصادي.
الحرب الأمريكية الإسبانية وبداية التوسع
كانت حرب استقلال كوبا عن إسبانيا عام 1895 نقطة تحول محورية، حيث طالب الأمريكيون بالتدخل لإنهاء القمع الإسباني، وبعد حادثة انفجار سفينة “يو إس إس مين” في ميناء هافانا عام 1898، أعلنت الولايات المتحدة الحرب على إسبانيا، وسرعان ما هزمتها، لتسيطر على ممتلكاتها في كوبا وبورتوريكو والفلبين، وأصبحت كوبا عمليًا محمية أمريكية، فيما أخمدت القوات الأمريكية التمرد الفلبيني، ما عزز من توسع الولايات المتحدة خارج حدودها التقليدية.
مع وصول الرئيس ويليام تافت، اتجهت الولايات المتحدة نحو استخدام “دبلوماسية الدولار”، التي ركزت على توظيف القوة الاقتصادية الأمريكية في آسيا وأمريكا اللاتينية لتعزيز النفوذ الأمريكي، ورغم أن سياسته لم تحقق نجاحًا كبيرًا، إلا أنها رسخت فكرة أن القوة الاقتصادية أداة فعالة في توسيع السيطرة الأمريكية عالميًا.