زعيم حزب معسكر الدولة الإسرائيلي: عودة المحتجزين ضرورة استراتيجية.. وفشلنا كارثة وطنية

كتب: محمد مرزوق

ذكرت قناة القاهرة الإخبارية في تقرير لها، صباح اليوم الاثنين، أن زعيم حزب معسكر الدولة الإسرائيلي، بيني جانتس، دعا إلى ضرورة تنفيذ صفقة تبادل لاستعادة الجنود والمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، مؤكدًا أن هذا الملف يمثل أولوية استراتيجية لا تحتمل التأجيل، وذلك في خطاب حمل نبرة الحزم والالتزام الوطني.

صفقة التبادل: ضرورة وطنية تتجاوز السياسة

وقالت القناة إن جانتس بدأ تصريحه بقوله إن “استعادة المحتجزين في قطاع غزة ليست مجرد قضية إنسانية، بل هي مسألة تتعلق بكرامة الدولة، بأمنها وبوحدتها الوطنية. والفشل المستمر في تحقيق ذلك يمثل كارثة وطنية تهدد ثقة الجمهور الإسرائيلي بمؤسساته السياسية والعسكرية”.

وأوضح أن جاستن أضاف “ليس هناك مجال للجدل أو التأجيل، وعلينا أن نتحرك الآن بجرأة لاتخاذ خطوات عملية وفعالة تضمن عودة كل محتجز إسرائيلي إلى دياره. سنقدم الدعم السياسي الكامل لأي مقترح جاد لصفقة التبادل”.

الأرقام تتحدث.. سنوات من الانتظار وأزمات متفاقمة

وأكدت القناة، بحسب تقارير إعلامية وإحصاءات موثقة من وكالات أنباء دولية، أن عدد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، بمن فيهم الجنود والمدنيون، يتراوح بين 4 و6 أشخاص، مع تقارير تفيد بأن بعضهم محتجز منذ أكثر من 8 سنوات.

وأفادت بأن تقارير صادرة عن قنوات فضائية مثل القناة 12 الإسرائيلية ووكالة رويترز، أظهرت أن الجهود السابقة لإتمام صفقة التبادل تعطلت بسبب الخلافات السياسية الداخلية، إضافة إلى تعقيدات تتعلق بالشروط التي تفرضها حركة حماس.

وواصلت أن هذه التقارير بينت أن فشل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في معالجة هذا الملف بفاعلية أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي، حيث أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن 72% من الإسرائيليين يرون أن استعادة المحتجزين يجب أن تكون أولوية قصوى للحكومة الحالية.

تأييد سياسي واسع النطاق.. لحظة حاسمة للوحدة الوطنية

وأردفت أنه في تطور لافت أعرب عدد من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين عن تأييدهم لدعوة جانتس. وقال رئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت، إن “الجيش الإسرائيلي ملتزم دائمًا بمبدأ عدم ترك أي جندي خلف خطوط العدو، وإن أي تأخير في تحقيق ذلك هو انتقاص من قيمنا الأساسية”.

وتابعت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكد في تصريح مقتضب أن “الحكومة الحالية تعمل على عدة مسارات سرية لإيجاد حل لهذه القضية، ونأمل أن نحقق نتائج قريبًا”.

وأشارت القناة إلى أن محللين سياسيين يرون أن قضية المحتجزين تجاوزت الأبعاد العسكرية لتصبح قضية رأي عام تمس النسيج الاجتماعي والسياسي الإسرائيلي. فقد نظم أهالي المحتجزين أكثر من 50 مظاهرة أمام الكنيست الإسرائيلي خلال العام الماضي، مطالبين باتخاذ خطوات حاسمة لحل الأزمة.


وأضافت أن مصادر مطلعة ذكرت أن حركة حماس، التي تحتفظ بالمحتجزين، أبدت في الآونة الأخيرة مرونة نسبية في شروطها المتعلقة بإتمام صفقة التبادل، مما يفتح نافذة أمل لتحقيق اختراق محتمل في المفاوضات.

التحدي الذي ينتظر الجميع

واستكملت بأن جانتس اختتم خطابه برسالة قوية قائلاً: “هذا ليس وقت الصراعات السياسية، بل وقت الوحدة والعمل المشترك. إن عودة المحتجزين هي مسؤوليتنا جميعًا، وهي اختبار حقيقي لالتزامنا بالقيم التي تأسست عليها دولتنا. لن ندخر جهدًا حتى يعود كل محتجز إلى وطنه وعائلته”.

واستطردت أنه وسط هذا التصعيد السياسي والإنساني تبقى الأنظار متجهة نحو القيادة الإسرائيلية وحركة حماس على حد سواء، في انتظار لحظة حاسمة قد تعيد رسم خريطة العلاقات بين الطرفين، وتضع حدًا لمعاناة طال أمدها.

الرابط المختصر https://alhorianews.com/jzg0

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *