في ظل التغطية الإعلامية الواسعة للحرائق الهائلة التي تجتاح الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا ولاية كاليفورنيا، أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر عن تحليل مفصل لأسباب هذه الكارثة البيئية التي أدت إلى تدمير مئات المباني وإخلاء آلاف السكان من منازلهم، خاصة في مناطق مثل لوس أنجلوس، مؤكدةً أن هذه الحرائق كانت “حتمية الحدوث” بسبب ظروف مناخية وجغرافية تراكمت على مدار سنوات.
أسباب الحرائق الهائلة في كاليفورنيا
أوضحت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر أن جنوب كاليفورنيا يقع خارج نطاق الأمطار بشكل شبه دائم، مما يجعلها منطقة جافة للغاية، مشيرة إلى أن الضغط الجوي المرتفع يغطي معظم أجزاء المنطقة خلال فصل الصيف، مما يمنع تكون السحب وتساقط الأمطار، ويجعل المنطقة أكثر جفافًا مقارنة بالمناطق المحيطة بها، ويخلق هذا الجفاف الشديد بيئة مثالية لتراكم المواد القابلة للاشتعال، مثل الأعشاب الجافة والشجيرات.
وأضافت الأرصاد الجوية أن الوضع يتغير قليلاً خلال فصل الشتاء، حيث يتراجع الضغط الجوي المرتفع بشكل مؤقت، مما يسمح للمنطقة باستقبال كمية كبيرة من الأمطار في فترة زمنية قصيرة، ومع ذلك، فإن هذه الأمطار لا تكفي لتعويض الجفاف الشديد الذي تشهده المنطقة خلال الصيف، وفي عام 2024، تفاقم الوضع بسبب فصل صيف جاف بشكل غير طبيعي، مما أدى إلى تراكم كميات هائلة من المواد القابلة للاشتعال على سطح الأرض.
كما أكدت الأرصاد الجوية أن وجود رياح سانت آنا القوية كان العامل الحاسم في تفاقم الحرائق، وهذه الرياح الجافة والقوية، التي تهب من المناطق الصحراوية الداخلية نحو الساحل، تعمل على نشر الحرائق بسرعة هائلة وتزيد من شدتها، وعندما اجتمعت هذه الرياح مع المواد الجافة القابلة للاشتعال، توفرت جميع العناصر اللازمة لاندلاع حرائق ضخمة يصعب السيطرة عليها.