كتب: محمد مرزوق
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن انخفاض عدد سكان قطاع غزة بنسبة 6% جراء العدوان الإسرائيلي الأخير يمثل دليلاً قاطعًا على وحشية الاحتلال وارتكابه انتهاكات جسيمة بحق الشعب الفلسطيني، وذلك نقلًا عن نبأ عاجل لقناة القاهرة الإخبارية.
جاء حديث الرئيس الفلسطيني على خلفية تقارير صادرة عن منظمات دولية ومحلية أكدت حجم الخسائر البشرية الهائلة التي تكبدها القطاع في الأشهر الأخيرة.
وأفادت القناة، بأنه وفقًا للتقارير الميدانية الصادرة عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومصادر حقوقية أخرى، فإن العدوان الأخير أدى إلى مقتل أكثر من 12,000 مدني، بينهم 4,800 طفل و3,200 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 30,000 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية أشارت في تقريرها الصادر مطلع هذا الشهر إلى أن 65% من مرافق القطاع الصحية قد خرجت عن الخدمة، مما زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية هناك.
الرئيس عباس: جرائم الاحتلال لن تسقط بالتقادم
وبينت، أن الرئيس عباس، أكد أن هذه الإحصائيات المفزعة ليست مجرد أرقام، بل شواهد دامغة على جرائم الاحتلال التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه المجازر المتكررة.
وأضاف الرئيس عباس: “هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وسنلاحق مرتكبيها في المحاكم الدولية بكل الوسائل القانونية المتاحة”.
وجدد الرئيس عباس، مطالبته للمجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري والعاجل لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرار رقم 2735 الصادر عن مجلس الأمن، والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
كما دعا الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف موحدة لدعم القضية الفلسطينية وإنقاذ القطاع من الكارثة الإنسانية التي يعيشها.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع طمس الحقيقة أو الإفلات من المحاسبة، مشددًا على أن صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان المتكرر سيبقى رمزًا لنضال الشعوب من أجل الحرية والكرامة.
وتابع: “سنبني غزة من جديد، وسنواصل طريقنا نحو تحقيق استقلالنا الوطني مهما كانت التضحيات”.
وعقبت قناة القاهرة الإخبارية، بأن هذا التصريح الجريء والإحصائيات المفجعة التي كشفت عن حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، يظل المشهد الفلسطيني شاهدًا حيًا على جرائم الاحتلال، مشيرة إلى أنه بينما تزداد الدعوات الدولية للمحاسبة والتدخل، يبقى الأمل معقودًا على إرادة شعب لا تُكسر ومساندة دولية تترجم الشعارات إلى أفعال.
في السياق ذاته، أعربت منظمات حقوق الإنسان الدولية عن قلقها العميق إزاء استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عامًا، والذي يعيق عمليات الإغاثة الإنسانية ويزيد من معاناة السكان، وذلك وفقًا لما أفادت به قناة القاهرة الإخبارية.
كما دعت منظمة العفو الدولية “أمنيستي” في بيان رسمي إلى ضرورة فتح تحقيق دولي مستقل لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي حدثت خلال العدوان الأخير.
وواصلت أنه عربيًا، أعلنت جامعة الدول العربية عن عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرة الأسبوع المقبل لبحث التطورات الأخيرة في قطاع غزة وسبل دعم الموقف الفلسطيني سياسيًا ودبلوماسيًا.
وتابعت أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أكد أن “المرحلة الحالية تتطلب تكاتفًا عربيًا غير مسبوق للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد الاحتلال”.