
مع أول يوم صيام في شهر رمضان، تتجدد مظاهر التكافل الاجتماعي التي لطالما ميزت المجتمع المصري، وعلى رأسها موائد الرحمن، التي شكلت دائمًا مظهرًا بارزًا من مظاهر العطاء والتراحم. إلا أن هذه العادة العريقة، التي تمتد جذورها إلى قرون مضت، تواجه هذا العام تحديات اقتصادية غير مسبوقة، جعلت حضورها في الشوارع والساحات أقل بريقًا مقارنةً بالسنوات الماضية.
يستقبل المصريون رمضان هذا العام في ظل موجة غلاء غير مسبوقة، إذ شهدت أسعار السلع الغذائية، ومنتجات الألبان، واللحوم، والدواجن ارتفاعات متتالية منذ بداية العام، مدفوعةً بتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، حيث يبلغ سعر الصرف حاليًا نحو 50 جنيهًا للدولار الواحد.
وخلال العصور المملوكية، حرص سلاطين المماليك على وقف أموال خاصة لدعم موائد الرحمن، حيث أنشأ السلطان حسن بن قلاوون وقفًا لشراء اللحوم والخضر والأرز من أجل إطعام الفقراء طيلة الشهر. وفي العهد العثماني، استمر هذا التقليد في القصور والأماكن العامة، وإن اختلف حجمه من فترة إلى أخرى.