“في عنبر العقلاء”.. كتاب محمد رفعت يكشف كيف تعالج السينما الأمراض النفسية

“في عنبر العقلاء”.. كتاب محمد رفعت يكشف كيف تعالج السينما الأمراض النفسية

 

صدر كتاب “في عنبر العقلاء.. السينما النفسية بين الطب والواقع والشاشة”، للكاتب الصحفي محمد رفعت، عن دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع، ليكون ضمن قائمة عناوينها المتاحة لجمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب ال56.

يقع الكتاب في 264 صفحة من القطع المتوسط، ولأن الفن هو مرآة المجتمع، يجسد معاناة البشر وينقل أوجاعهم وآلامهم على شاشتي السينما والتليفزيون، وقد كان وما يزال المرض النفسي بكافة أشكاله واضطراباته، سواء ما يتعلق منها بالوسواس القهرى أو الاكتئاب أو غيره من الأمراض النفسية، مادة خصبة أمام صناع الأفلام والمسلسلات، وتم تناولها في مئات الأعمال الدرامية، والتي تنوعت بين الكوميدي والتراجيدي. ورغم شغف السينما المصرية الدائم بتناول الاضطرابات النفسية، فقد غلب على معظم هذه النوعية من الأفلام الطابع الكوميدى والهزلي في كثير من الأحيان بعكس السينما العالمية التي قدمت طرحاً علمياً جاداً لمعاناة المرضى النفسيين.

يقول المؤلف: لم أكن أتصور على الإطلاق قبل البدء في إعداد هذا الكتاب أن نظرتي لكثير من الشخصيات التي كنت أعاني بشدة في التعامل معها، بسبب تصرفاتها وسلوكياتها الغريبة، ستتغير بشدة وتتحول من الشعور بالضيق والحنق إلى إحساس بالتعاطف والشفقة، بعد أن اكتشفت أنهم ليسوا أشراراً أو أشخاصاً سيني الطباع كما كنت أظن، ولكنهم في الحقيقة مرضى نفسيون ولكنهم لا يعرفون ذلك أو يعرفون أنهم مرضى وغير طبيعيين، ومع ذلك ينكرون ذلك ويفضلون أن يتعذبوا ويعذبوا من حولهم على الاعتراف بالمرض وبدء رحلة العلاج، خاصة وأننا في مجتمع لا يزال ينظر إلى المريض النفسي على أنه مخبول ومجنون ومكانه الوحيد هو مصحة الأمراض العقلية.

ويتابع: اكتشفت الكثير من المفاهيم المغلوطة والأخطاء الشائعة حول طبيعة وحقيقة المرض النفسي، مثل الخلط بين مرض الفصام والذي يعاني المريض به من الانفصال عن الواقع والهلاوس السمعية والبصرية، وبين مرض اضطراب تعدد الشخصيات الذي تم تناوله في العديد من الأفلام المصرية، مثل «بئر الحرمان» و «عفريت مراتي على أنه هو مرض الشيزوفرينيا» أو الفصام.

وكذلك مصطلح «السيكو دراما»، والذي كنت أظن مثلي مثل الكثيرين ألم يشير إلى الأعمال الفنية التي تتناول المرض الأنواع العوالشخصيات المعقدة السماء ثم عرفت بعد القراءة والبحث أنه نوع من أنواع العلاج بالمسرح، حيث يمثل المريض النفسي دور بطل العرض، ويقوم الطبيب النفسي بدور المخرج، ويتم الاستعانة بأقارب وأصدقاء المريض لتمثيل أدوار الشخصيات المساعدة بالمسرحية و عرفت، كما سيعرف القارئ أن السينما ليست فقط للمتعة البصرية والترفيه، ولكنها أصبحت وسيلة للعلاج من العديد من الاضطرابات والأمراض النفسية، وأن مشاهدة نوعية معينة من الأفلام من الممكن أن تخلصك من الخوف والتوتر والحزن، وأن هناك أفلام بعينها يمكن المريض الاكتئاب مشاهدتها لتخفيف بعض أعراض المرض ومساعدته على التقدم بالعلاج.

واكتشفت.. لماذا يقبل الناس بشدة على مشاهدة أفلام الرعب، وما هي الشروط الواجب توافرها، والطقوس اللازم القيام بها قبل مشاهدة أي فيلم من تلك الأفلام، وأنك لو اتبعت هذه القواعد بحذافيرها، فيمكنك أن تستفيد من مشاهدة أفلام الرعب في التخلص من بعض عُقدك ومكامن خوفك، والعكس صحيح إذا لم تلتزم بها، لأن العقل يعلم أنك تشاهد فيلماً من صنع الخيال، ولكن جسمك لا يعرف ذلك ويفرز بعض الهرمونات التي قد تضرك وتؤثر على صحتك ونفسيتك.

كما يقدم الكتاب استعراضاً سريعاً لأهم الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً بين البشر، وأعراضها وكيفية العلاج منها، مع شرح لبعض لأفلام المصرية والعالمية التي تناولت أحداثها شخصيات تعاني من تلك الأمراض، وردت في نهاية الكتاب قائمة تضم مائة وخمسين فيلماً من أهم وأجمل الأفلام فسية، وخاصة أفلام الرعب النفسي التي خصصت لها مساحة كبيرة من الكتاب تحمله من تشويق وإثارة وقيمة فنية وسينمائية عالية.

وتشارك دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته 56، في الفترة بين 23 يناير و 5 فبراير 2025 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بما يزيد عن 150 عنوانا جديدا من إصداراتها، عبر جناحها المتواجد في صالة 2 جناح c-23.

الرابط المختصر https://alhorianews.com/x5hz

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *