كتب: محمد مرزوق
أعلنت وزارة الخارجية القطرية صباح اليوم عن موعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد جهود مكثفة بُذلت على مدار الأيام الماضية برعاية مصرية قطرية ودعم دولي، وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية، الدكتور ماجد الأنصاري، أن الاتفاق سيدخل حيّز التنفيذ في تمام الساعة 8:30 صباحًا بالتوقيت المحلي يوم الأحد الموافق 19 يناير 2025، مشددًا على أهمية هذا الاتفاق في تخفيف المعاناة الإنسانية وفتح آفاق جديدة نحو تهدئة طويلة الأمد.
جهود دبلوماسية بقيادة مصر وقطر لتحقيق التهدئة
لم يكن هذا الاتفاق وليد اللحظة، بل هو نتاج تحركات دبلوماسية مكثفة قادتها مصر وقطر خلال الأسابيع الماضية. حيث تم التواصل مع جميع الأطراف المعنية بالصراع في قطاع غزة، بما في ذلك الفصائل الفلسطينية والوسطاء الدوليين، لضمان الوصول إلى صيغة توافقية تُرضي الجميع وتضع حدًا للعنف الذي أسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة.
وكشفت مصادر مطّلعة أن المفاوضات شهدت لحظات حاسمة، خاصة مع تصاعد التوترات على الأرض، إلا أن الجهود المصرية القطرية، بدعم من الأمم المتحدة وممثلين عن دول إقليمية وعالمية، نجحت في تذليل العقبات والوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي.
تفاصيل الاتفاق وأهدافه
بحسب ما أوضح الأنصاري في المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح اليوم، فإن الاتفاق يتضمن:
وقفًا شاملًا ومتبادلًا لإطلاق النار بين جميع الأطراف.
ضمانات دولية لتثبيت التهدئة، مع وجود آلية لمراقبة التنفيذ برعاية أممية.
فتح معابر القطاع لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة وإمدادات الوقود.
تعهدات بإعادة الإعمار بدعم مالي من الدول المانحة، وعلى رأسها قطر، التي أعلنت عن تقديم حزمة مساعدات بقيمة 100 مليون دولار.
الأوضاع الإنسانية أولوية قصوى
ويأتي هذا الاتفاق وسط ظروف إنسانية كارثية يعاني منها سكان القطاع، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، بينما تعاني البنية التحتية من أضرار جسيمة جراء التصعيد الأخير.
وفي هذا السياق دعت الخارجية القطرية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية تجاه سكان غزة، مؤكدة أن الدوحة لن تدّخر جهدًا في دعم المشاريع الإغاثية والتنموية.
ردود فعل دولية وإقليمية
لقي الإعلان عن الاتفاق ترحيبًا واسعًا من مختلف الأطراف، فقد أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بالجهود القطرية ووصفها بـ”الحاسمة في تحقيق التهدئة”. كما رحب الاتحاد الأوروبي بالاتفاق، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بتنفيذه.
على الصعيد العربي أكدت جامعة الدول العربية دعمها للجهود المصرية القطرية، فيما دعا وزراء الخارجية العرب إلى متابعة دقيقة لتطورات الوضع على الأرض لضمان استدامة التهدئة.
دعوة إلى الحذر والالتزام
واختتم الناطق باسم الخارجية القطرية تصريحه برسالة واضحة لسكان القطاع: “نوصي أشقاءنا في غزة بأخذ الحيطة والحذر خلال الساعات المقبلة، والالتزام بالتوجيهات الصادرة عن المصادر الرسمية. هذه الخطوة ليست نهاية الطريق، لكنها بداية نحو مستقبل أكثر استقرارًا وعدلًا”.