شاومينج يشعل معركة الغش الإلكتروني.. تصوير امتحانات الإعدادية ونشرها على تليجرام

شاومينج يشعل معركة الغش الإلكتروني.. تصوير امتحانات الإعدادية ونشرها على تليجرام

  1. كتب: محمد مرزوق

بدأت جروبات الغش المعروفة باسم “شاومينج” على تطبيق تيليجرام، صباح اليوم السبت الموافق 18 يناير 2025، بنشر صور قيل إنها تخص إجابات امتحانات الشهادة الإعدادية التي تُجرى حالياً في مختلف لجان الجمهورية.

يأتي ذلك في سابقة تُعيد الجدل حول الغش الإلكتروني في مصر.

هذه الجروبات، التي باتت تمثل تحديًا صريحًا للمنظومة التعليمية، لم تكتفِ بنشر صور أوراق الأسئلة فقط، بل تعدَّت ذلك بتقديم إجابات لحظية للامتحانات منذ الدقيقة الأولى لدخول الطلاب إلى اللجان، في مشهد يُثير قلق المسؤولين وأولياء الأمور.

شاومينج.. أزمة متجددة تصيب التعليم المصري

منذ سنوات، أصبحت جروبات شاومينج على تيليجرام منصة رئيسية لنشر أسئلة وإجابات الامتحانات، ما يُعقّد مهمة وزارة التربية والتعليم في محاربة الغش الإلكتروني. وتشير تقارير إعلامية إلى أن عدد المشتركين في بعض هذه الجروبات تجاوز 500 ألف مشترك، مما يُبرز حجم الأزمة وتأثيرها على نزاهة العملية التعليمية.

اليوم، تداولت إحدى هذه الجروبات صوراً تُظهر أسئلة وإجابات امتحانات مادتي اللغة العربية والعلوم لطلاب الشهادة الإعدادية. ووفقًا لمصادر تربوية، فإن الصور تم التقاطها داخل اللجان باستخدام هواتف ذكية مخفية، على الرغم من القرارات الصارمة بحظر الأجهزة الإلكترونية داخل اللجان.

وزارة التعليم تُعلن حالة الطوارئ

في استجابة عاجلة، صرَّحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بأنها أصدرت تعليمات فورية لغرف العمليات المركزية في جميع المحافظات لرصد وتتبع مصدر التسريبات. وأكد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، أن الوزارة ستتخذ إجراءات قانونية صارمة ضد أي طالب يثبت تورطه في تصوير أو نشر الامتحانات، مشيرًا إلى أن عقوبات الغش قد تصل إلى الحرمان من الامتحانات لمدة عامين.

وأضاف الوزير أن التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك تقنيات التعرف على الصور وتتبع الأجهزة، تُستخدم الآن لتحديد موقع وهوية الطلاب الذين قاموا بالتصوير. وأكد أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية لتفكيك شبكات الغش الإلكتروني التي تستهدف ضرب مصداقية التعليم المصري.

شاومينج.. من الهواية إلى الاحتراف

تشير التقارير إلى أن “شاومينج” ليست مجرد مجموعة من الهواة، بل يدار من قبل أشخاص يمتلكون مهارات تقنية عالية. ووفقًا لتحقيق أجرته وكالة أنباء عالمية عام 2024، فإن هذه الجروبات تُدار من مواقع خارج مصر، مما يُصعب ملاحقتهم قانونيًا.

وكشف تقرير لقناة “سكاي نيوز عربية” أن نشاط الجروبات يزدهر خلال فترات الامتحانات، حيث يتم بيع الإجابات مقابل اشتراكات شهرية تصل إلى 200 جنيه مصري لكل طالب، في سوق سوداء تُقدَّر بملايين الجنيهات سنويًا.

التداعيات على المنظومة التعليمية

يُهدد الغش الإلكتروني بتقويض أسس العدالة التعليمية في مصر. فقد أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة تعليمية محلية أن 78% من أولياء الأمور يشعرون بالقلق من تأثير الغش على مستقبل أبنائهم. كما دعت نقابات المعلمين إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة، من بينها تركيب أجهزة تشويش على الهواتف داخل اللجان وتطبيق عقوبات جنائية على المتورطين.

معركة لا تنتهي

تُعد معركة وزارة التربية والتعليم مع جروبات الغش الإلكتروني مثل “شاومينج” جزءًا من صراع أوسع للحفاظ على نزاهة التعليم المصري في عصر التكنولوجيا المتطورة. وبينما تسعى الوزارة إلى تطويق الأزمة بكل الوسائل، يبقى الحل الجذري في تعزيز الوعي بأهمية التعليم القائم على النزاهة، إلى جانب الاستثمار في أدوات تقنية قادرة على كشف وردع محاولات الغش.

يُظهر هذا المشهد المتكرر الحاجة إلى ثورة تعليمية شاملة تُعيد صياغة العلاقة بين الطلاب، الامتحانات، والقيم التعليمية الحقيقية.

الرابط المختصر https://alhorianews.com/mu4y

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *