تنطلق اليوم بمدينة فرانكفورت الألمانية فعاليات أكبر حدث عالمي في صناعة المفروشات والوبريات والسجاد وهو معرض هايم تكستايل والذي يحظى بمشاركة كل بلدان العالم المنتجة للمفروشات والوبريات والسجاد حيث يشارك في المعرض نحو 3000 شركة من كافة أنحاء العالم ومن بينها مصر صاحبة التاريخ العريق في إنتاج القطن وصناعة الغزل والنسيج قبل أن تتراجع مكانتها لتحتلها بلدان جنوب شرق آسيا لا سيما باكستان والهند وبنجلاديش وهذه البلدان تستحوذ على أكبر حصة سوقية من حجم السوق العالمي ولا تقل حصتها عن 60 و70%، بينما لا تتعدى حصة مصر في السوق العالمي وللأسف الشديد نحو 2%.
قبل الخوض في الحديث عن مشاركة الشركات المصرية في هايم تكستايل بمدينة فرانكفورت، نشير إلى أن الحكومة الألمانية قامت بنقل نسخة العام الحالي من معرض دومتيكس للسجاد والذي يقام بمدينة هانوفر الألمانية سنوياً في نفس توقيت معرض هايم تكستايل إلى دولة تركيا، وفضلت مجموعة النساجون الشرقيون التي كانت تعرض في دومتيكس بأكبر جناح على مستوى كافة بلدان العالم الاشتراك مع الشركات المصرية المشاركة في هايم تكستايل رغم تعرضها لضغوط شديدة من جانب إدارة معرض هانوفر للمشاركة في نسخة إسطنبول بصفتها أكبر منتج ومصدر للسجاد الميكانيكي في العالم.
تشارك 20 شركة مصرية منتجة للمفروشات والوبريات والسجاد في معرض هايم تكستايل وفقاً لبيانات المجلس التصديري للمفروشات والذي بذل جهوداً كبيرة لتنظيم اشتراك الشركات المصرية في هذا المعرض بعد قيام وزارة المالية بالتعاون مع وزارة التجارة والاستثمار بتخفيض المساندة التصديرية للشركات المصدرة، وكذلك خفض نسب المساندة الموجهة للمعارض الخارجية، وبرنامج الشحن الجوي. وتضم قائمة الشركات المصرية للألياف “إفكو”، ماك، ليو للسجاد، قزمان للغزل والنسيج والصباغة، إيجبشن كوتون هب، الشرقاوي للنسيج الحديث، المصرية الإيطالية للمفروشات والوبريات، كيتوتكس للصناعات النسيجية، نايل لينن جروب، النيل للصناعات النسيجية، الغنام للنسيج والوبريات، البيت لصناعة المفروشات، مصر إسبانيا للبطاطين، إيجبت فان يانغ للمنسوجات، زهرة المحلة للنسيج والصباغة، فوطى تكس، قطن مور، العربية لنسيج النوفوتيه والوبريات، وكل هذه الشركات برؤوس أموال مصرية خالصة ويعمل بها عشرات الآلاف من العمالة المصرية.
أرقام الصادرات لا تتناسب وعراقة مصر في الصناعة
بالنظر إلى أرقام التصدير سواء في الغزل والمنسوجات، أو المفروشات والوبريات خلال الأربع سنوات الماضية سنجدها غير مرضية ولا تتناسب على الإطلاق وعراقة وتاريخ مصر في إنتاج القطن، أو صناعة الغزل والنسيج بشكل عام، فوفقاً للإحصائيات الصادرة عن المجلس التصديري للمفروشات سنجد أن قطاع الغزل والمنسوجات لم ينجح على مدار الأربع سنوات الماضية في تخطي رقم المليار ونصف المليار دولار في التصدير، وكان أقصى رقم حققه القطاع كان عام 2023 حيث بلغت قيمة الصادرات مليار و123 مليون دولار، وفي عام 2020 بلغت صادرات القطاع نحو 724 مليون دولار، في حين سجلت قيمة الواردات في نفس العام 2020 نحو 2.9 مليار دولار ليكون هناك فجوة كبيرة جداً بين ما يصدره قطاع الغزل والمنسوجات وبين ما يستورده، والأمر في صادرات قطاع المفروشات لا يختلف كثيراً عما هو حادث في قطاع الغزل والمنسوجات حيث لم يستطع قطاع المفروشات تخطي رقم المليار دولار في التصدير خلال الأربع سنوات الماضية وإن كان قطاع المفروشات يتمتع بميزة تفضيلية عن قطاع الغزل والمنسوجات وهي أن وارداته أقل من صادرته، وكان أكبر رقم للواردات قد تحقق عام 2020 حيث سجلت قيمة واردات المفروشات والوبريات نحو 206 مليون دولار، وهذه الأرقام الضعيفة لا تتحملها الشركات التابعة للقطاع الخاص وحدها بل تتحملها ومعها الحكومة التي لا تساند الشركات التي تحمل على عاتقها التصدير وجلب النقد الأجنبي للبلاد.