أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، أن لبنان يسير بخطى ثابتة نحو الاستقرار، وهو هدف يتطلع إليه الشعب اللبناني وجميع الأطراف المهتمة باستقرار المنطقة على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار أبو شامة، خلال لقائه مع الإعلامية مارينا المصري في برنامج “مطروح للنقاش” على قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن التحدي الأكبر أمام لبنان حاليًا يتمثل في تجاوز أزماته المستمرة لسنوات، والتي تفاقمت بفعل الشغور الرئاسي، الأزمة الاقتصادية، وتداعيات الحرب المستمرة بين إسرائيل وحزب الله التي تجاوزت عامًا كاملًا.
خروقات إسرائيلية لاتفاق الهدنة
وأوضح أن الاتفاق الأخير بين إسرائيل وحزب الله، الذي حدد مدة 60 يومًا لانسحاب إسرائيل الكامل من الجنوب اللبناني، يشهد خروقات مستمرة من الجانب الإسرائيلي، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وبيّن أن اللجنة الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار سجلت أرقامًا قياسية من هذه الخروقات، ما تسبب في خسائر فادحة على مستوى الأرواح والممتلكات.
وتابع أبو شامة: “إسرائيل تبرر تصعيدها بأنها تسعى لمنع حزب الله من إعادة التمركز أو الظهور مجددًا على الساحة اللبنانية، مما يعكس رغبتها في تقليص أي وجود مستقبلي لحزب الله في الجنوب”.
السيناريوهات المحتملة لمستقبل لبنان
وأوضح أبو شامة، أن هناك 3 سيناريوهات محتملة قد ترسم المشهد في الجنوب اللبناني، السيناريو الأول يتمثل في التزام إسرائيل بالاتفاق وانسحابها الكامل من الجنوب مع وقف كافة الخروقات، أما السيناريو الثاني فيشير إلى انسحاب إسرائيلي جزئي مع استمرار الخروقات بشكل متقطع.
بينما يرى أبو شامة، أن السيناريو الثالث هو الأقرب للتحقق، ويتمثل في استمرار إسرائيل بالتمركز في مناطق محددة جنوب لبنان، مع مواصلة خروقاتها بحجة منع حزب الله من إعادة التمركز أو الظهور على الساحة اللبنانية، وهو ما قد يعمق الأزمة ويطيل أمد التوترات في المنطقة.