يحتفل اليوم محبو الفن المصري بـ ذكرى ميلاد الفنان حسين رياض، الذي وُلد في 13 يناير 1900 في حي السيدة زينب بالقاهرة.
ذكرى ميلاد الفنان حسين رياض
يُلقب حسين رياض بألقاب عديدة أبرزها “أبو السينما المصرية” و”صاحب الألف وجه”، وذلك بسبب تنوع أدواره الرائعة التي امتازت بالقدرة على التلون بين الشخصيات المختلفة، بدءًا من الأب الطيب الحنون وصولًا إلى الشخصيات القوية أو الشريرة.
ونجح حسين رياض في ترك بصمة لا تمحى في السينما والمسرح المصري، فكان من أبرز الفنانين الذين أسهموا في تطور الفن المصري في القرن العشرين.
البداية الفنية
اسمه الحقيقي كان حسين محمود شفيق، وهو من عائلة مصرية ذات أصول تركية من جزيرة كريت، وكان والده محمود شفيق تاجر جلود، كانت الأسرة تحلم بأن يصبح حسين ضابطًا في الكلية الحربية، لكنه فضل أن يتبع شغفه في مجال الفن.
بدأ مسيرته الفنية في مرحلة مبكرة من حياته، حيث انضم إلى فريق الهواة في مدرسته الثانوية وكان مدربه إسماعيل وهبي شقيق الفنان يوسف وهبي.
وفي عام 1916، دخل حسين رياض مجال المسرح الاحترافي لأول مرة من خلال مسرحية “خلي بالك من إميلي” مع فرقة جورج أبيض، ومن هناك بدأ يتنقل بين العديد من الفرق المسرحية البارزة مثل فرقة نجيب الريحاني، ومنيرة المهدية، وفاطمة رشدي، وعلي الكسار، ويوسف وهبي.
غير حسين رياض اسمه إلى “حسين رياض” كي لا يعرف أفراد أسرته عن عمله في الفن، حيث كان العمل في الفن يعد غير مرغوب فيه لدى العديد من الأسر في تلك الفترة، ومع تطور مسيرته، أصبح رياض واحدًا من أبرز الأسماء في الساحة المسرحية.
المشوار السينمائي
حسين رياض لم يقتصر نشاطه الفني على المسرح فقط، بل كان له دور محوري في تطوير السينما المصرية أيضًا، بدأ مشواره السينمائي في عام 1931 في أفلام السينما الصامتة من خلال فيلم “صاحب السعادة كشكش بيه”، ثم، في عام 1937، شارك في أول فيلم ناطق له وهو “ليلى بنت الصحراء” أمام الفنانة بهيجة حافظ، حيث كان أجره وقتها 50 جنيهًا، ليصبح بعدها أحد أبرز وجوه السينما المصرية.
استمرت مسيرته السينمائية على مدار أكثر من ثلاثة عقود، حيث بلغ عدد أفلامه حوالي 320 فيلمًا، لعب خلالها أدوارًا متعددة تتراوح بين الموظف المطحون، والباشا الأرستقراطي، والعمدة، ورجل الأعمال.
ومن أبرز أفلامه: “إسلاماه”، “سلامة في خير”، “رد قلبي”، “أنا حرة”، “بين الأطلال”، “أغلى من عيني”، و”ألمظ وعبده الحامولي”، حيث استطاع أن يثبت قدرته الكبيرة على التفاعل مع مختلف أنواع الشخصيات.
لكن، كان دور الأب الطيب الحنون هو الأبرز في تاريخ حسين رياض، حيث جسد هذا الدور ببراعة منقطعة النظير، كان هذا الدور مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا به، وأصبح نموذجًا يحتذى به في صناعة السينما المصرية، هذا الدور جعله في منافسة دائمة مع الفنان عبد الوارث عسر، الذي كان يتقاسم معه تقديم أدوار الأب.
أعماله المسرحية
لم يقتصر إبداع حسين رياض على السينما فقط، بل كان له حضور قوي على خشبة المسرح، حيث لعب دور البطولة في العديد من المسرحيات التي نالت إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء.
من بين أهم الأعمال المسرحية التي شارك فيها: “عاصفة على بيت عطيل”، “تاجر البندقية”، “أنطونيو وكليوباترا”، “لويس الحادي عشر”، “مضحك الخليفة”، و”شهر زاد”.
وكان قد حصل رياض على لقب “ممثل من الدرجة الممتازة” لما قدمه من أداء متميز في المسرحيات الكبرى، وكان يحظى باحترام كبير من زملائه الفنانين والمسرحيين.
الجوائز والتكريمات
بفضل أدائه الفني المتميز، نال حسين رياض العديد من الجوائز والتكريمات التي كانت تعبيرًا عن تقدير الدولة والجمهور لمسيرته الحافلة، ففي عام 1962، منح الرئيس جمال عبد الناصر حسين رياض وسام الفنون تكريمًا له على مجمل عطائه في مجال الفن.
وفي مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في عام 1965، تم تكريمه درع الريادة بمناسبة مرور مئة عام على ميلاده، وهو تكريم أهدته ابنته فاطمة حسين رياض في هذا الحدث الكبير.
الحياة الشخصية والزواج
على الرغم من شهرة حسين رياض في مجال الفن، إلا أنه حافظ على حياته الشخصية بعيدًا عن الأضواء، تزوج من خارج الوسط الفني، ورزق بثلاثة أطفال هم رجائي ووداد وفاطمة، ورغم نجاحه في الحياة الفنية، إلا أنه كان يتمتع بشخصية متواضعة ورغبة في الابتعاد عن التفاخر.
الوفاة
رحل حسين رياض عن عالمنا في 17 يوليو 1965، عن عمر يناهز 65 عامًا، بطريقة درامية تكاد تكون متوافقة مع تاريخه الفني، فقد توفي أثناء تصويره لمشهد في فيلمه الأخير “ليلة الزفاف” مع سعاد حسني، أحمد مظهر، وعقيلة راتب.
بينما كان يؤدي دور الدكتور عبد العظيم، أصيب بأزمة قلبية مفاجئة أثناء بروفة المسرحية وسقط على خشبة المسرح، وهو ما كان قد تمنى أن يحدث له في حياته المهنية، وقد أطلق آخر كلماته بأن تخرج جنازته من جامع عمر مكرم بعد 24 ساعة من وفاته.