إبداع|| بعض النساء قاتلات.. قصة قصيرة لـ أميرة عبد الحكيم محمود

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أُغطي روحي بدمائك يا حبيبي، وصمة حبنا محفورة على قلبي، رقصنا المُتبادل على موسيقى لا تناسب خطواتنا تحول ببطء إلى ساحة قتال، أحيانًا أضع يداى على صدرك نتبادل الحب بشغف وأحيانًا يداك على خصري نتبادل طعنات الشرف.

كان دائمًا يأتي هاجس في عقلي هل اقتله الآن أم انتظر سببًا أكثر حماقة؟ … كي أكون مقتنعة أن التخلص منك، ومن حماقاتك شرط للنجاة،لم أنتظر أن يكون السبب أكبر لاستمتع أكثر، إن قتلك لأنك لم تلقِ القمامة لا يفرق متعة عن قتلك حين تحتقر مهنتي ووجودي، قتلك في أي وقت ولأي سبب متعة تنقصني.

بعض النساء قاتلات ليس من الغيرة ولا من الحب ولا من الكره ولا من 

الإهانة بل من لا شيء هكذا يقتلنْ يمسكنْ السكين يطعنْ بلا توقف لأنهنْ مجنونات، هذا تفسير محامي الخصم الذي سمعته بالصدفة في تحقيقات لمتهمة قتلت مديرها في العمل، عندما لا تكون المرأة جميلة تنتظر الإهانات جميعها من زوجها ومديرها في العمل حتى سائق التاكسي هكذا كان تبرير القاتلة.

شعرتُ بالانتصار حينما رأيتُ غيري غارقة في الذنب نفسه حينما قابلتُ في ممرات المحكمة امرأة لا تلتوي من الذنب، ولا تصلي كي يُغفر لها، تُشعرك أنها قتلت قطة أثناء قيادتها، كانت جريئة في سحب السكين مثلي تماما، لكن لم أتوقع أن تقتل امرأة رجلا لأنه جميل كتمثال يوناني في صورة هرمون التستسترون، إنه رجلا تتهافت عليه النساء، تنام زوجته مساءً على رائحة عطرهُ وتستيقظ على رائحة عطورهنْ أثناء دخوله الغرفة بسرية

 صباحًا، يشبعها من الحب وكذلك هُنْ، إنه مِلك للجميع، حينما كانت تحكي رأيتُ في عينيها أنه أسوء ما يُشعر المرأة بنقصها أنها لا تكفي، ليس للسرير فقط، بل للمشاعر أيضا.

أثناء انتظاري لحكم المحكمة، رأيتُ في الداخل كثيرًا من النساء القاتلات دخل المطر في أعينهنْ وأصبحنْ رمادًا، مَن دافعت عن شرفها؛ لأنها قد تقتل ولا تصبح فريسة تسير تحت تهديد العذرية، ومَن فرطتْ فيها، وأصبح قناصها المُخادع هو الفريسة لتسترد دماء شرفها، مَن أصبحنْ عرائس لمَن يكبرهنْ بعقود مزقنْ التنورات وفرشنْ مكانها كرههنْ، منهنْ مظلومات يأسنْ أن تنام ليلة دون تضميد جسدها، ومنهنْ مَن يأسنْ أن ترى الخوف في عيون أطفالها.

حين حققتْ النيابة معي لماذا حاولتِ قتله لم أنكر حتى، رغم خوفي من السجن، لكن السجن مكان قد شُوهت سمعته ظلمًا - كالذين داخله- تأكل وتسكن مجانًا تشعر أنك بلا قيود، العالم خارج السجن هو القيود، كزواجي بك مثلا لأنك أغنى من فلان وعلان وتلان، ولو عدنا إلى الوراء قليلا؛ أردت دوما دراسة الأدب، فأقحمتني عائلتي في فئة الأطباء، أي مكان أنت وعائلتي فيه، أو حتى مجتمعي المُختل هو السجن، ليست هذه القضبان إطلاقًا.

لا أدري كيف أنجاك الله من تلك الطعنة، لم أفرح لأنني سأخرج من السجن، فرحتُ لأنني وعدت نفسي أنها ستستمتع المَرة القادمة بقتلك حقًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق