انطلقت ليل الجمعة فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان “الجاز تحت شجرة الأركان”، هذا الحدث الفني الذي يعد موعداً سنوياً مهماً لمحبي موسيقى الجاز في مدينة الصويرة، ويأتي تحت إشراف جمعية الصويرة-موكادور، حيث تقدم عروض موسيقية استثنائية بدار الصويري انطلاقا من السابعة مساء إلى ما بعد منتصف الليل، تتميز بالمزج بين أصالة التراث الثقافي للمدينة والإبداع الموسيقي العصري المتنوع.
وكشف أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية على هامش حضوره في حفل الافتتاح، أن دورة هذه السنة يجوز وصفها بـ”على الهوى سوى”، حيث كانت “انطلاقة سحرية وليلة افتتاح لامعة مليئة بالمواهب والإبداع الذي كان حاضرا لدى الموسيقيين الشباب وشركائهم الأستراليين”.
وتابع أزولاي بأن “الإقامة الفنية التي دامت أسابيع قليلة أعطت أكثر مما كان متوقعا في هذا الصنف المميز من فن الجاز الأسترالي، الذي امتزج بالتراث الثقافي اللامادي لفن كناوة”، مبرزا أن “هذا أضاف لمسة خاصة لهذه الدورة الاستثنائية من المهرجان الزاخرة بالمواهب التي تجعل من المستحيل حقيقة ملموسة وسط حضور مئات من الناس الذين استمتعوا باللحظات الموسيقية”.
وأوضح المستشار الملكي في تصريحه لهسبريس أن “المغرب، بما فيه مدينة الصويرة، يستقبل كل أنواع الموسيقى، ويحب جميع الموسيقيين، وهو الحب المتبادل بينه وبين الموسيقيين أيضا الذين يعشقون البلد”، مضيفا أن “هذا الحدث الذي يأتي ليختم سنة 2024 سيدخل التاريخ”.
من جهته قال عبد المجيد بقاس، المدير الفني للمهرجان، في تصريح لهسبريس، إن الموعد “يمثل أكثر من مجرد حدث موسيقي، فهو فرصة لتعزيز السياحة الثقافية وتسليط الضوء على الإرث الثقافي والفني للمدينة”، مضيفا أن “المهرجان في دورته الثامنة يهدف إلى خلق منصة حوار بين الفنانين والجمهور، مع تقديم موسيقى الجاز بمختلف الأنماط كوسيلة للانفتاح على الثقافات الأخرى، مع حضور موسيقيين من مختلف أنحاء العالم”.
وتابع المتحدث ذاته بأن “القاسم المشترك بين كل ضيوف المهرجان هو تحدثهم بلغة واحدة وموحدة، وهي لغة الفن والجاز الذي يوحد بين الشعوب”، مشيرا إلى أن “مدينة الصويرة تحتضن عدة تظاهرات فنية على طول السنة، لكن مهرجان الجاز يأتي لتودع به الدورة الفنية والثقافية، فهو آخر تظاهرة فنية تنظم قبل أن يسدل ستار السنة”.
وشهدت السهرة الأولى من مهرجان “الجاز تحت شجرة الأركان” حضور مجموعة من الفعاليات الفنية والسياسية، على رأسها لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني؛ كما عرفت تقديم لوحات موسيقية من توقيع جوليان بلبشير وعبدل بنعدي، إضافة إلى إسماعيل بنعدي وآمين ألوكي؛ قبل أن تتواصل الأمسية إلى ما بعد منتصف الليل بتقديم لوحات مغربية من تراث عيساوة.
ويضم برنامج المهرجان هذا العام مجموعة من الحفلات الموسيقية المتنوعة، مع عروض لفنانين من مختلف أنحاء العالم، تتخللها ثلاث جلسات للارتجال الموسيقي بعد منتصف الليل، ومنتديين في كل صباح. كما سيتم على مدار ثلاث أمسيات استقبال ضيوف من العيار الثقيل، أبرزهم الشيخ تيديان سيك، أحد أبرز نجوم الموسيقى المالية، الذي يعد “رفيق درب هانك جونز، وساليف كيتا، وكذلك واين شورتر الذي نال جائزة غرامي 4 مرات”.
كما سيقدم الثلاثي سايوكي ليلة فنية تنصهر من خلالها الحدود؛ إضافة إلى حفل جوليان بلبشير، عازف طقم الطبول الأسترالي المغربي، الذي وقع في حب الصويرة وقرر الاستقرار بها.
وستختتم هذه “النسخة الاستثنائية” سهراتها بتكريم عازف البيانو الأمريكي من أصل إفريقي راندي ويستون، وهو التكريم الذي سيوقعه رمز الموسيقى المالية الشيخ تيديان سيك، رفقة أفضل أصدقائه الموسيقيين، للاحتفال بهذه الأيقونة.
0 تعليق