نطحني قلبي
فأنطح الجدار
وكلانا لا يستطيع الخروج من حيز الأيام الفائتة
إلا بنسيان ضئيل
نتلقفه مثل جراء صغيرة
تُركت في البرد والجوع،
ترميه لنا مكالمة تحمل صوتًا مليئًا
بأعقاب سجائر وزجاجات عرق بارد
وحكايات كثيرة يرويها الصوت
عن قميص قرصان له حبيبة
وخنجر يُغمّده في جسدها حتى المقبض
فتأتي الطعنة ببحر وكنوز وأسماك
يجوب بها شوارع نهمة
فتجعله المدينة ملكها ومهرجها ولصها
الذي كلما اندس في زقاق فتحت له آخر
وقالت:
ادخل بكامل لهاثك،
فالليل ليل منذ كان نهار عاد مكسوف الخاطر
والشمس لا تصحو مبكرًا إلا لتغيظ الذاهبين
إلى المدرسة،
والناس شحاذون يقبّلون يَد الرغيف
والحكومة تحب أن تمرغ جسدها بالقبلات
والجار مجذوب يقول بأن الأوذون المثقوب
بين فخذي امرأته
والرب يتأمل بلادًا كالذهب وحده يعرفها
وأنا أصدُق بانفراطي،
فيقول الصوت يقول القميص:
كانت امرأة تشربني بأصابع عطشه،
مجدولة بضحك وحمى،
تترك فوق ظهري ترابًا، وعشبًا أحمر
وترميني في بيوت العنكبوت وعلى القمم
وبين جحور الأرانب،
إلى الأغوار وتحت الماء يجرفني،
وتعود بأظافر مليئة بلحمٍ بنفسجي، تقول: سمِ الله وتذوق!
ثم تكورني بآه وتلقي بي من النافذة،
ولا أصبح قميصًا إلا إذا أرتدتني فوق نهدين نافرين
ولا أصبح رجلًا وقرصانًا وملكًا ولصًا إلا عندما يطلب صوتها حكاية!
0 تعليق